16 سبتمبر 2025

تسجيل

عظّم الله أجركم في خليجنا الواحد

26 أكتوبر 2017

رغم حرصه الكبير وحكمته وحنكته لرأب الصدع ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لمسيرة مجلس التعاون الخليجي التي ناهزت الـ 36 عاماً، إلا أن خطاب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة الكويتي حمل في طياته الحسرة والأسى على ما يحدث من تصعيد وتفاقم للأزمة التي عكّرت صفو الأجواء بين دول مجلس التعاون بعد أن قررت السعودية والامارات والبحرين بقطع علاقاتها وحصار دولة قطر وتصعيدها لأعلى المستويات حتى كادت أن تُسفر وبنية مُبيّته للتعدي على سيادة قطر والتخطيط لغزوها !!كلمة أمير الإنسانية والحكمة لم تخلُ من دعواته الصادقة لتلبية نداء العقل والحكمة التي بدأها من خلال وساطته منذ افتعال هذه الأزمة على يد الرياض وأبوظبي في يونيو الماضي والتي قابلتها الدوحة برغبتها الصادقة لحلها والجلوس على طاولة المفاوضات دون أن يكون هناك مساس للسيادة والتدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف من الأطراف ، إلا أن تعنت وغطرسة دول الحصار حالت دون تحقيق المصالحة الخليجية ووصلت إلى حدّ عدم احترام دور جهود الوسيط الذي كان من أوائل من ساهموا في بناء صرح منظومة مجلس التعاون الخليجي ولازال رغم كبر سنه وصحته المعتلة يبذل قصارى جهده ويرى بأم عينيه خُبث ومساعي بعض الأطراف التابعة لدول الحصار لإفشال مساعيه ، إلا أن حنكته وحكمته أبت أن تلتفت لجعجعة وسفاهة من يسعى لوأد هذه المصالحة وإفشالها !!ولعلّ زيارة ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة هذا الأسبوع كشفت مدى تعنت الرياض وأبوظبي لحل هذه الأزمة وهو ما أكده قبيل وصوله للرياض عندما أوضح بأنه لا يبدو بأن هناك نية ورغبة صادقة من قبل دول الحصار لحل هذه الأزمة وأنه من الواضح بأنها ستطول وستكون لها آثارها السلبية على المنطقة ، وعلى النقيض من ذلك امتدح الوزير الموقف القطري مؤكداً أنه كان واضحاً منذ بداية الأزمة الرغبة الصادقة للدوحة في الجلوس على طاولة المفاوضات وحلها بالطرق المناسبة والتي لا تنتهك سيادة أي طرف من الأطراف ، ولكن لا يبدو أن الإدارة الأمريكية عازمة على تشكيل ضغط على الأطراف لسرعة حل هذه الأزمة رغم التأكيد السابق للرئيس ترامب بأنه إن لم تقم دول الحصار بحل هذه الأزمة فإنه سيطلب اجتماعاً لهم في واشنطن لحلها في تلويح منه بأنه سيكون أمراً وليس طلباً أو رجاءً !! وبين التعنت والمطالب الجائرة التي لا يُراد منها إلا التبعية ومحاولة تركيع قطر ، وإدخال المنطقة في أتون نفق مظلم وما يصاحبه من إخفاقات مدوية وفشل أخلاقي لطرفي الأزمة المؤثر من خلال حربها الجائرة في اليمن ، وملفات جرائم الحرب ومناهضة حقوق الإنسان التي فاحت رائحتها ووصلت إلى المحاكم الدولية ، فإنه من الواضح أن أبوظبي والرياض تطمحان إلى تعزيز شراكتهما الشيطانية على حساب دول الخليج ومجلسها المتوفي إكلينيكياً لِتَدُقَّ في نعشه مسماره الأخير وتحطم آمال وطموحات وأحلام أكثر من 50 مليون مواطن خليجي !! فاصلة أخيرةفي كل يوم تمُرُّ فيه الأزمة الخليجية تُقدم فيه قطر درساً لدول الحصار في الأخلاق والقيم النبيلة وليس هناك أبلغ من مناشدتها مواطنيها ومقيميها منذ بداية الأزمة وحتى يومنا هذا بتجنب الانسياق والانزلاق للإساءة لدول الحصار ورموزها ! مدرسة أخلاق يحق لها أن تُعطي دروساً لدول وزعماء أوعزوا وحرضوا شعوبهم على جيرانهم وأشقائهم بأبشع صور الحقد والكراهية !!