14 سبتمبر 2025
تسجيلبداية أود أن أرفع خالص العزاء وعظيم المواساة لمقام سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد وللأسرة الحاكمة والشعب القطري في فقيد الوطن صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته. فالمصاب جلل وفقدان شخصية فذة كصاحب السمو الشيخ خليفة يعني أننا فقدنا ركناً أساسياً من كيان هذا الوطن المعطاء، والذي أعطى من حياته وعمره وتضحياته من أجل بناء هذا الوطن ورفع رايته خفاقة بين الأمم، فللوطن أن يذرف الدموع على من أرسى دعائم النهضة فيها ومن كان سبباً في إعلان استقلالها وتحررها من الااستعمار لتبدأ مسيرة النماء والتطور.قد تعي الأجيال التي فتحت أعينها في عهد الفقيد الراحل مدى أهمية المرحلة التي قاد فيها سموه البلاد وأرسى أسس البناء والحداثة أكثر من جيل اليوم، لأنهم شاهدين على ملامح التقدم والتطور التي قام بها الشيخ خليفة لبناء قطر الحديثة التي وظفت امكانياتها ومقدراتها وطاقات شبابها لبناء قطر الأمس والمستقبل، لن تنسى أجيال ذلك الزمان تكاتف القيادة مع الشعب وإدراكها لأهمية تلك المرحلة من البناء وصناعة الغد المشرق في ظل رؤية سموه رحمه الله.ولا شك أن لسموه تاريخ حافل بالإنجازات على الصعيد المحلي والخليجي والعربي والدولي، فبجانب ما يتمتع به من "كاريزما" قلّما نجدها في أي حاكم أو رئيس دولة حظي سموه بمحبة واحترام لدى كافة الحكام الخليجيين والعرب ودول العالم ولا زالت مواقفه المشرفة إزاء قضايا أمتنا العربية تُكتب بأحرف من نور، ولن ننسى موقف سموه رحمه الله من احتلال دولة الكويت الشقيقة ودعمه ومناصرته للحق بالدعم والمساندة تمخضت عن بطولة لا تزال عالقة في أذهان الجميع جسدها أبطال قواتنا المسلحة في معركة الخفجي عام 1991.يعجز القلم عن سرد وذكر مآثر سمو الفقيد الراحل الذي كان له اليد الطولى في وصولنا إلى ما نحن عليه من تقدم وازدهار أصبحت حديث العالم بأكمله، وسيظل اسم الشيخ خليفة بن حمد عالقاً في أذهاننا ما حيينا ومنحوتاً في قلوب أهله ووطنه، وعزاؤنا أنه ودّع قطر وأهلها بسيرته العطرة وأودعها أمانة لدى منهم أهلاً لحمل هذه الأمانة ليحافظوا عليها جوهرة تتلألأ في السماء وتُشع بنورها على العالم أجمع.فاصلة أخيرةمن أراد أن يعرف مكانة قطر في قلوب أهلها فليتمعن جيداً في تشابه أحواله عند مظاهر الفرح والحزن فكلها تتجسد في سمو الشيخ تميم والأمير الوالد أطال الله في عمريهما.