13 سبتمبر 2025

تسجيل

مراكش الحمراء

26 أكتوبر 2014

أتاحت لي مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري حين دعوت من قبلها للمشاركة وحضور فعاليات الدورة الرابعة عشرة والتي أطلق عليها "دورة أبي تمام الطائي" وكعادتها كانت رائعة بكل شيء، بداية من الاستقبال بمطار محمد الخامس، إلى الرحلة بالباص من المطار، إلى مراكش والفندق الذي اختارته المؤسسة للإقامة والفعاليات، فهي دائما تحرص على أن يكون كل شيء رائعا كروعتهم، حيث يلاقيك الجميع بتلك الابتسامة الكبيرة كنوع من الترحيب بك، وأزور مراكش للمرة الثانية، ففي العام الماضي زرتها وأقمت بنفس الفندق وكان معي الفنان سلمان المالك وهنادي الدرويش وأحمد البحراني والراحلة كريمة بن عمران. تذكرت كل الأمكنة التي جلسنا فيها معا وزرنا بها المدينة، وفي اليوم الأول لوصولي إلى مراكش أخذت الدكتور محمد عبد الرحيم كافود في رحلة إلى ساحة جامع الفناء والدخول إلى مكتبة الغزالي بالساحة لشراء الكتب التي تميز أهل المغرب بها والقيام بجولة في الأمكنة التي تستنشق منها ريحة الماضي والتراث الجميل وانتهى اليوم بمطعم الفاسية التراثي، حيث شربت الحريرة وأكلنا الكسكسي والطاجن، لتبدأ في اليوم التالي من وصولنا إلى المدينة فعاليات الدورة والانشغال بها. وقد بحثت وسألت عن أصل كملة مراكش، ولا يوجد نص مؤكد حول أصل تسمية مراكش بهذا الاسم، بل هناك فقط بعض الروايات الشعبية المتضاربة، فالبعض ينسبها إلى (مر + كش)، يعني مر وانصرف بسرعة، والبعض ينسبها إلى (أكش) ويقول إنه اسم إله قديم (لا يوجد دليل على وجود إله أو معبد باسم أكش في المنطقة)، والبعض يقول إن أصلها هو (مراكس) التي قد تعني المقالب أو المهالك، لأنها من فعل أركس، كما جاء في القرآن الكريم: {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}، إضافة إلى العديد من الروايات الأخرى ولكن ولا رواية منها مؤكدة. وصفت مدينة مراكش بأنها المدينة الحمراء، حيث إن الطابع المعماري كله مكسو باللون الأحمر والساحات فسيحة الأرجاء، الجامعة بين حر وظل ظليل وثلج ونخيل، عاصمة دولة المرابطين والموحدين والسعديين، قال فيها صاحب وفيات الأعيان: مراكش مدينة عظيمة بناها الإمام يوسف، وهي قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها، فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، عظيمة المشاهد، جمعت بين عذوبة الماء، واعتدال الهواء، وطيب التربة، وحسن الثمرة، وسعة الحرث، وعظيم بركته. ولعل أشهر ما فيها ساحة جامع الفنا، فضاء شعبياً للفرجة والترفيه، وبناء على ذلك تعتبر القلب النابض لمدينة مراكش، حيث كانت وما زالت نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، ومحجا للزوار من كل أنحاء العالم، للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، وعازفي موسيقى الشارع، إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا، كان من وراء ترتيب هذه الساحة تراثا شفويا إنسانيا على لائحة منظمة اليونيسكو. وقد قمت بالتصوير مع الثعبان وشاهدت القردة والأغاني التراثية وشربنا التاي المغربي.