16 سبتمبر 2025

تسجيل

زيارة الوفاء بالوعد والعهد لقطاع غزة

26 أكتوبر 2012

قيل وكتب الكثير عن زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة أرض العزة والشموخ، والحق أنني تابعت معظم ما قيل وما كتب عن تلك الزيارة بين مادح وناقد ولن أستطيع مجارات وبلاغة ما كتب وما قيل في نتائج ودواعي تلك الزيارة الميمونة. أمير دولة قطر حمد بن خليفة رجل مقدام شجاع لا يبالي بكل التحذيرات والتخويفات الأمنية. في مطلع عام 1991 في عز احتدام المعارك(عاصفة الصحراء) لما سمي بتحرير الكويت من الجيش العراقي الذي وصلت طلائع قواته إلى منطقة الخفجي الحدود الشمالية الشرقية للمملكة السعودية اصطحب سموه أبناءه وذهب بهم إلى ميدان المعركة الحية ليكون مع الوحدة العسكرية القطرية التي أبلت بلاء حسنا في معركة الخفجي دفاعا عن الشقيقة الكبرى المملكة السعودية.لم يقعد في العاصمة الدوحة يصدر بيانات الشجب والإدانة عندما اشتدت المعارك في تلك المنطقة بل ذهب بأولاده الذين بلغوا سن الحلم ليكونوا في الصفوف الأمامية مع جنود قطر البواسل، لم يفعلها أي زعيم من حكام الخليج في ذلك الزمان بل إن بعضهم راح بعيدا عن ميدان المعارك العسكرية كما لم يفعلها حسني مبارك الذي ورط الأمة في تلك الحرب الملعونة ولم يفعلها حافظ الأسد حيث اشتركت قواتهما مع قوى التحالف الغربي لتدمير العراق وليس لتحرير الكويت فقط. في عام 2006 عندما انقسم حكام العرب حول أسباب ودواعي الحرب الإسرائيلية على لبنان وقف وحيدا مناصرا للمقاومة اللبنانية في تصديها للعدوان الصهيوني على أشقائنا اللبنانيين لم يخض في الأسباب والمسببات، وراح سموه إلى زيارة الضاحية الجنوبية لبيروت والحرائق ما برحت مشتعلة والقنابل التي أمطرتها إسرائيل على لبنان لم يتفجر بعضها انتظارا لإقدام مشاة أو مركبات لتتفجر فيهم ليس هذا فحسب ولكن كانت طائرات العدو تحوم في سماء بيروت مخترقة بين آن وآخر جدار الصوت ورغم تحذيرات الجهات الأمنية المختصة في لبنان حكومة ومقاومة بأن الزيارة فيها مخاطرة على حياة أميرنا المفدى حفظه الله، هذه التخويفات الأمنية لم تمنع سموه من الظهور في شوارع وأزقة وحواري الضاحية الجنوبية يتفقد الدمار الذي لحق بها جراء القصف الإسرائيلي في الوقت الذي اختفى فيه عن الأنظار بعض قيادات المقاومة من الساحة حرصا على حياتهم أثناء الحرب وبعد أن وضعت أوزارها بقوا مختفين في أماكن آمنة لا يخاطبون الجماهير إلا من وراء جدر. كان أميرنا في زيارته لضاحية بيروت الجنوبية ليتفقد حال الناس والدمار الذي لحق بهم وبممتلكاتهم راح سموه يصدر توجيهاته السامية بإعداد ميزانية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في الضاحية وجنوب لبنان والتنفيذ فورا. بعد أن اكتمل إعمار جنوب لبنان والضاحية قام سموه بزيارة أخرى ليتفقد ما تم إنجازه والتوجيه بزيادة المخصصات كما لم يتم إنجازه، وخرج شعب لبنان في الجنوب لتحية سموه والتعبير عن شكر الشعب وتقديره لما فعلت دولة قطر تجاه الشعب اللبناني الشقيق. في أواخر عام 21008/ ومطلع عام 2009 عندما اشتد العدوان الصهيوني على غزة دعا سموه إلى مؤتمر قمة عربي عاجل من أجل إنقاذ غزة من الهلاك على يد الجيش الإسرائيلي وعارضه الكثير من الحكام العرب ومحمود عباس مسايرة لرغبة صهيونية أمريكية وقال سموه كلمته المشهورة " كلما اكتمل النصاب لانعقاد القمة من أجل غزة ينفرط مرة أخرى، فحسبنا الله ونعم الوكيل " ورغم معارضة بعض الزعماء العرب انعقدت قمة الدوحة بمن حضر، ولن أخوض في نتائج ذلك المؤتمر واختلاف العرب حوله بما في ذلك السلطة الفلسطينية (محمود عباس). لقد قام سموه وآل بيته بجهود من أجل إعادة اللحمة بين محمود عباس (فتح العباسية) وقيادات حركة حماس ولكن الأول أبى واستكبر لأنه مرتبط بوعود وعهود مع قيادات الكيان الإسرائيلي من أي حزب كان وفي الحالتين يخسر محمود عباس، الإسرائيليين ومنذ عام 1993 وحتى اليوم لم يقدموا أي تنازل لمحمود عباس صاحب اتفاق أوسلو بل راحوا يتوسعون في عمليات الاستيطان ويسارعون في عملية تهويد مدينة القدس المقدسة بمعنى آخر أنه لم يحقق أي هدف من أهداف الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات وما برح يقدم من أجل استعادة حقوقه المشروعة. بالأمس كان الأمير في غزة لم ترهبه الغارات الإسرائيلية على أهل غزة والتحذيرات الأمنية، إنه ذهب في صحبة أبنائه وزوجه ورئيس وزرائه ووفد كبير من أهل قطر الميامين وقبله طلب من عباس أن يصحبه في زيارة القطاع لتكون نقطة البداية لأنها الخلاف مع الحكومة المنتخبة القائمة في غزة ولكنه تمنع واستكبر على الاستجابة لمرافقة أمير قطر. وراح المتزلفون والمنافقون من أتباع مدرسة أوسلو يقولون: إن زيارته كانت من أجل تكريس القطيعة بين غزة والضفة الغربية، وقيل كلام كثير في هذا السياق، لكن أليست القطيعة مع غزة واقعة منذ عام 2007، لأول مرة في التاريخ رئيس دولة!! يمتنع عن العودة إلى أي بقعة من بلاده بمجرد وقوع حوادث من أجل تثبيت الأمن والقضاء على الفلتان الأمني. أذكر وللتاريخ عندما حدثت اضطرابات في جنوب الأردن عام 1989 (معان)واستعصى الأمر على ولي عهد الأردن الأمير الحسن لحل أسباب تلك الأزمة، عاد الملك حسين من خارج البلاد وذهب إلى جنوب الأردن واحتوى الأزمة بحكمته ورجاحة عقلة واستجاب لمطالب الناس، محمود عباس على العكس استسلم لأهوائه ومصالحه وقاطع غزة ولم يدخلها حتى الآن ما أردت قوله إنه هو أبو القطيعة بين غزة ورام الله وليست زيارة أمير قطر.الأمر الثاني أن السلطة ليس لديها مانع من إعمار غزة لكن بطريقتها وتسليم الأموال لها رغم أن الفساد ينخر السلطة كلها. آخر القول: للحديث صلة