13 سبتمبر 2025
تسجيلفصلنا القول في أول قانون منها وهو قانون التداول في المقال السابق، ومن القانونين الأخرى للحضارات التي ذكرها القرآن الكريم قانون التدافع، وعلى أساس هذا القانون يقع قانون التداول الذي تكلمنا عنه، وقانون التدافع هذا مستمد من قول الله تعالى (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)البقرة/251 وقوله تعالى (...وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)الحج/40 والدفع في لغة العرب الإزالة بقوة، وخلاصة هذا القانون أن الله تعالى هيأ أسباب التدافع بين البشر، وبين الحضارات، ولولا هذا التدافع لانتهت القيم بين البشر، وسيطر الفساد على الأرض، وانتهت الأديان، ولهدّمت وأزيلت دور العبادة بكل أشكالها، المساجد والصوامع وغيرها. لولا التدافع يقول لنا قانون التدافع: إذا تراخى المؤمنون وضعفوا كانت الغلبة والسيطرة لأعدائهم، ولولا قانون التدافع لسيطرت الهمجية والوحشية على عالم البشرية، ولاحتكموا إلى قانون الغاب، حيث يأكل القوي الضعيف، ولولا التدافع لاختُطف الدين لتمثله زمرة من الأشخاص الذين باعوا دينهم وضمائرهم لحاكم مستبد، وفي نهاية التدافع " يكون الصلاح والخير والنماء.. يكون بقيام الجماعة الخيرة المهتدية المتجردة، تعرف الحق الذي بينه الله لها، وتعرف طريقها إليه واضحاً، وتعرف أنها مكلفة بدفع الباطل وإقرار الحق في الأرض، وتعرف أن لا نجاة لها من عذاب الله إلا أن تنهض بهذا الدور النبيل، وإلا أن تحتمل في سبيله ما تحتمل في الأرض طاعة لله وابتغاء لرضاه". من صور التدافع هناك صور للتدافع أجملها في الآتي: