10 سبتمبر 2025

تسجيل

معيار التعليم الأساسي "الابتدائي"

05 سبتمبر 2012

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه مالم يعلم، والصلاة والسلام على معلم البشرية وباعث النهضة فيها، وعلى آله وصحبه أجمعين: يقاس مستوى التعليم لدولة ما بما يلي: أولاً: جودة التعليم الأساس (الابتدائي) ثانياً: نسبة الالتحاق بالمدارس الأساسية (الابتدائية) ثالثاً: حجم الصرف على التعليم الأساس بالنسبة للميزانية العامة. أولاً: جودة التعليم الأساس (الابتدائي) جودة التعليم الابتدائي تنعكس على رقي وتطور أي دولة، بل تنعكس على كل الحضارة، بل أقول ما هو أغرب من هذا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الأطفال الذين يلتحقون بالحضانات (٢-٤) سنوات، تكون نسبة الذين يتخرجون منهم في الثانوية العامة (بعد 14 سنة) أكثر من الذين لم يدخلوا الحضانة بنسبة (٣٠٪)، وهنا نتحدث عن فترة الحضانة، وليس عن مرحلة الروضة، فآثار جودة التعليم الابتدائي لا تظهر في يوم وليلة، بل تحتاج إلى سنوات لنقطف ثمارها الإيجابية. يقول روجر فريتس " ليس التعلم أن تحفظ الحقائق عن ظهر قلب بل إن تعرف ماذا تفعل بها " التعليم مفتاح البناء والنهضة جودة التعليم الابتدائي قضية في غاية الأهمية، خاصة في مرحلة تشكيل شخصية الطفل، وتزداد أهميتها إذا عرفنا أنها المرحلة التي تؤسس لكل المراحل التي تأتي بعدها، وما سيأتي ينبني عليها، فأي ضعف أو قصور في هذه المرحلة، سينعكس سلباً وضعفاً على باقي مراحل التعليم، وضعف التعليم مؤذن بانهيار الحضارات، وقوة التعليم وجودته هي المفتاح الأساس لبناء ونهضة الحضارات، ولقد اتفقت كلمة العالم كله على أن التعليم الأساس هو أساس التفوق. فهذه " اليابان " ما تفوقت إلا بعد أن ضاعفت من اهتمامها بالتعليم الأساسي، وجعلت من أهدافها تجاوز هدف تخريج أطفال متفوقين دراسياً، إلى تخريج أطفال بارعين وأذكياء ومبدعين. معايير التعليم الجيد ترتبط جودة التعليم ارتباطاً وثيقاً بمعايير رئيسة منها: - تحقيق الأهداف التعليمية المخطّط لها مسبقاً. - وجود معايير للقياس والكيف، والمقارنة ومؤشرات أداء، وليس فقط الكم. - الاهتمام بجودة المعلم وجودة التلميذ - الاهتمام بجودة المنهج وجودة تقنيات التعليم والوسائط التعليمية الحديثة. معيار جودة التعليم الأساس في بعض الدول الأجنبية * كندا (5.6) من (7) درجات * اليابان (5.1) من (7) درجات * فرنسا (5) من (7) درجات * بريطانيا (4.9) من (7) درجات * الصين (4.7) من (7) درجات * أمريكا (4.9) من (7) درجات * ألمانيا (4.6) من (7) درجات * الكيان الصهيوني (3.6) من (7) درجات نلاحظ هنا نتيجة الكيان الصهيوني (3.6) من (7) درجات، وهذا مؤشر على انهيار التعليم الأساس لديهم، وهذا يعني انحدار الأجيال القادمة لديهم – بإذن الله تعالى- لأن اهتمامهم منصبٌ على الجانب العلمي الذي يخدم الجانب العسكري بشكل كبير، وليس على التعليم الأساسي. معيار جودة التعليم الأساس في دول الخليج العربي ومصر * قطر (6) من (7) درجات * الإمارات (4.9) من (7) درجات * البحرين (4.5) من (7) درجات * عمان (4.4) من (7) درجات * السعودية (4.2) من (7) درجات * الكويت (3.5) من (7) درجات * مصر (2.5) من (7) درجات معيار جودة التعليم الأساس في باقي الدول العربية * لبنان (5.5) من (7) درجات * تونس (5) من (7) درجات * الأردن (4) من (7) درجات * سوريا (3.3) من (7) درجات * الجزائر (3.1) من (7) درجات * المغرب (3.1) من (7) درجات * موريتانيا (2.5) من (7) درجات * ليبيا (2.5) من (7) درجات معيار جودة التعليم الأساس في بعض الدول الإسلامية * ماليزيا (4.9) من (7) درجات * إندونيسيا (4.1) من (7) درجات * تركيا (3.2) من (7) درجات * باكستان (3) من (7) درجات * نيجيريا (2.6) من (7) درجات تحية لقَطَر نلاحظ من خلال الأرقام أن دولة " قطر " قد تفوقت على " كندا " في معيار التعليم الأساسي، وهذا يستوجب منا شكرها والثناء عليها، ودعوة باقي الدول العربية للاقتداء بها، والاستفادة القصوى من تجربتها الرائدة، ولأن الخبر ليس كالمعاينة، فلقد زرت المؤسسات التعليمية في " قطر " فوجدت شيئا عجيباً، وإذا كنت سأرسل أولادي للدراسة في العالم الإسلامي فستكون " قطر " هي اختياري الأول بلا شك، في المقابل هناك كارثة في التعليم الابتدائي في بعض الدول العربية والإسلامية، آمل أن يعالجوها سريعا. ثانياً: نسبة الالتحاق بالمدارس الأساسية (الابتدائية) من المقاييس الرئيسة التي يقاس بها مستوى التعليم في دولة ما نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي، أي نسبة الأطفال المسجلين في المدارس الابتدائية. المؤشرات السلبية للتسرب من التعليم الابتدائي يعطي التسرب من التعليم الابتدائي مؤشرات سلبية على الآتي: * قوة وكفاءة النظام التعليمي * مؤازرة المجتمع لقضية التعليم، ومدى اقتناعه بأهمية التعليم. * حجم الهدر في الإنفاق على التعليم، حيث تصرف أموال طائلة على التعليم، ولست أدري ما الفائدة من كل ذلك الإنفاق في حين أن نسبة كبيرة من الأطفال لا يدخلون المدارس. ثالثاً: حجم الصرف على التعليم الأساس بالنسبة للميزانية العامة. هذه إحدى المعايير الرئيسة التي يتم قياس التعليم من خلالها، وإليك بعض الأرقام والإحصاءات التي تكشف نسبة الصرف على التعليم من الميزانية العامة لبعض الدول: * اليابان (١٠٪) من الميزانية العامة للدولة * الكيان الصهيوني (١٤٪) من الميزانية العامة للدولة * أمريكا (١٥٪) من الميزانية العامة للدولة * سنغافورة (١٥٪) من الميزانية العامة للدولة * الدول العربية (١٨٪) هي نسبة المتوسط العام للصرف على التعليم من الميزانية العامة. " إن التعليم والقضاء يشكلان محورين أساسين في حياة أي أمة، وإن في فسادهما فساد الحياة كلها " د. عبد الكريم بكار حاسبوهم أولاً نلاحظ من الأرقام والإحصاءات أن الدول العربية من أكثر الدول إنفاقاً على التعليم، فهي تنفق أكثر من اليابان وأمريكا وسنغافورة، والسؤال الذي يطرح نفسه أين تذهب تلك الأموال الطائلة..؟ أنا متأكد أنها خصصت في الميزانية باسم التعليم، لكنها لم تنفق في تطوير التعليم والارتقاء به، بل ربما أنفقت في السفرات والرحلات وأشياء أخرى. وأنا لا أدعو إلى الزيادة في الإنفاق على التعليم، وإنما أدعو إلى محاسبة الأشخاص المسؤولين عن هدر الأموال المخصصة للإنفاق على التعليم. الآثار السلبية لضعف الإنفاق على التعليم * زيادة نسب الجهل والأمية. * ضعف البنية التحية في المباني وغيرها. * يؤدي إلى تخلف المناهج وضعف تطويرها. * سبب في تراجع تعليم النساء. * يؤدي إلى ضعف رعاية المبدعين والمميزين من الطلبة. * يؤدي إلى زيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد فوق المعدل الطبيعي، والعدد الطبيعي المقبول للطلاب في الفصل الواحد (25) طالباً. إضاءة ما من شك أن الطريق أمامنا طويل وشاق، لكننا وبحمد الله تعالى بدأنا نلمس نتائج إيجابية لمحاولات الاستدراك والتصحيح، وكم أتمنى أن يتصدى مجموعة من الشباب والفتيات في كل بلد لقضية الصحة وتطويرها، ومجموعة أخرى من الشباب والفتيات في كل بلد تتصدى لقضية التعليم وتطويره والارتقاء به. أدعو الشباب والفتيات وكل من لديه همّ ويملك الهمّة، أن يشاركنا من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بمشروع التغيير الحضاري (www.change-project.org) وينخرط في أحد المشاريع المتخصصة في كل مجال من هذه المجالات، وبدون ذلك يبقى مشروع التغيير الحضاري مجرد أصوات طارت في الهواء، أو مجرد حبر على ورق.