14 سبتمبر 2025
تسجيلبادرة رائعة ومثالية تلك التي بادرت بها وزارة العمل بتدشينها لمنصة «استمر» المعنية بتوظيف المتقاعدين القطريين الراغبين في العمل بالقطاع الخاص، والاستفادة من خبراتهم واستثمارها وتعزيز تواجد هذه الكوادر الوطنية المؤهلة في القطاع الخاص، وستمثل هذه المنصة بارقة أمل وإعادة لروح المئات من المتقاعدين القطريين الذين لا يزال في جعبتهم الكثير من العطاء المثمر، وأحيت فيهم روح التفاؤل والنهوض بهم نحو حياة قادمة ستزخر بالإنجازات المبنية على تراكمات من الخبرة الطويلة في العمل المهني. وكما ذكر سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل أن منصة «استمر» تهدف لمد جسور التواصل بين المواطنين المتقاعدين ومؤسسات القطاع الخاص، وبأن تلك الخطوة تأتي انسجاماً مع رؤية دولة قطر ببناء سوق عمل يتسم بالحداثة والديناميكية والاستثمار في تنمية الموارد البشرية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة للمواطنين المتقاعدين في مؤسسات القطاع الخاص. وهو بالفعل ما كان يجب أن يكون عليه حال المتقاعدين منذ سنوات طويلة لاسيما وأن العديد منهم يُحال للتقاعد وهو في أفضل حالاته إما من خلال تطبيق قانون التقاعد عليه أو من خلال إحالته ظلماً وتعسفاً، وهو ما يُلقي بظلاله السلبية على حالته النفسية وتصل به إلى الانكسار وفقدان الأمل، ولا شك أن هذا النوع من المبادرات ستكون بمثابة البلسم والعلاج الشافي لأحوال الكثيرين من المتقاعدين الذين يملكون كنزاً من الخبرة والعطاء من المؤلم أن لا يُستثمر في السنوات الماضية. ولا ريب أن المتقاعدين بالإضافة إلى خبراتهم يملك العديد منهم المؤهلات العلمية والعسكرية التي من شأنها أن تغطي كافة الوظائف التي يشغلها الخبراء والمستشارون من الأجانب، فإحلال المتقاعد القطري بدلاً من المهندس أو المحامي أو المحاسب أو الخبير أو المستشار الأجنبي في القطاع الخاص ليس من باب المجاملة وإنما هو استحقاق وحاجة لخبرات هؤلاء المتقاعدين الذين يملكون شيئاً مهماً لا يملكه الأجنبي بأنهم يخدمون هذا القطاع الخاص الذي ينعكس إنتاجه على اقتصاد وطنهم ويُسهمون في التنمية الاقتصادية وينشّطونها ويستشرفون مستقبلها بنظرة ثاقبة مبنيّة على التجارب والخبرات التي مرّت عليها السنين الطويلة بقساوتها وحلاوتها! فكل الشكر والتقدير لوزارة العمل ولوزيرها سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وأركان وزارته وكل من ساهم في إطلاق هذه المنصّة التي ستُسهم بشكل كبير في «تقطير» القطاع الخاص، والعمل على استثمار طاقات وخبرات المتقاعدين القطريين، الذين نُجزم بأننا سنشهد طفرة ونقلة نوعية لأداء مؤسسات القطاع الخاص بعد هذه الخطوة المميزة، ونسأل الله التوفيق والنجاح لكل من يسهم في إطلاق مبادرات هدفها الأول والأخير رفعة هذا الوطن بأيدي مواطنيه المخلصين. فاصلة أخيرة شتان بين منصة «استمر» التي تهدف إلى تحقيق مصلحة فئة مهمة من فئات المجتمع وهم المتقاعدون والقطاع الخاص وبين تلك التي انطلقت قبل عام من قبل إحدى الشركات التي أرادت استغلال حاجة المتقاعدين لتحقيق ربح مادي على حسابها، ولكن يبدو أن وزارة العمل حطَّمت مشروعها قبل أن يبدأ على أرض الواقع !!