استمر

بات من الضروري الاستفادة من الخبرات السابقة، أعني بذلك خبرات المواطنين المتقاعدين الذين مازالوا يملكون ثروة من المعرفة والخبرة والتي يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة وبداية حقيقية للشباب والمجتمع بشكل عام. حيث يعد المتقاعدون أصحاب خبرة مهنية وحياتية، وبالتالي يمكن أن يقدموا نصائح وتوجيهات قيمة للأجيال الناشئة، من خلال نقل التجارب ومشاركة قصص النجاح والفشل الخاصة بهم، والتي يمكن أن تكون مصدر إلهام وتشجيع لجميع أفراد المجتمع والتي من شأنها تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تم مؤخراً إطلاق المنصة الرقمية «استمر» المعنية بتوظيف المواطنين المتقاعدين لدى منشآت القطاع الخاص ضمن برنامج وزارة العمل لتوطين الوظائف، وهذه خطوة ومبادرة نثمنها جميعاً إذا تم توظيفها لتحقيق الهدف الذي أُنشئت من أجله في الاستفادة من المواطنين القطريين المتقاعدين الراغبين في العمل لدى مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص، والشركات التي تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات الوطنية بالوظائف الشاغرة بسوق العمل، وبما يتناسب مع خبراتهم السابقة وقدراتهم الحالية. وبمناسبة انطلاق هذه المبادرة الكريمة والنوعية للمجتمع أرى من المناسب تقديم عدد من المقترحات التكميلية للاستفادة من منصة (استمر) لضمان أن الاستفادة من خبرات المتقاعدين تتم بشكل عادل ومتوازن منها، اعتبار المتقاعدين مستشارين داعمين للمساعدة في تقديم الحلول والنصح لعدد من المشاكل والقضايا بناء على تجاربهم السابقة. يجب أن تُتخذ إجراءات لضمان أن الاستفادة من خبرات المتقاعدين تتم بشكل عادل ومتوازن، وأن يتم تقدير واحترام المساهمة التي يقدمونها. يمكن أن تكون الاستفادة من خبرات المتقاعدين فرصة لتحسين الأداء وتعزيز الابتكار والتنمية الشخصية للموظفين، مع أهمية مشاركة الجميع المعارف والمهارات في مجالات عدة مثل القيادة، وإدارة المشاريع، والتخطيط الاستراتيجي، والتواصل الفعال.كما أرى من الأهمية تحويل خبرات المتقاعدين إلى أنشطة تعليمية وتدريبية، فهم قادرون على تقديم ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات تخصصهم، مما يُمكن فئة الشباب من اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة للنجاح في حياتهم المهنية. وبهذه الطريقة، يتم تدوير المعارف والخبرات وتحويلها إلى فرص تعليمية وتطويرية تعود بالفائدة على الجميع.علاوة على ذلك، يمكن للمتقاعدين أن يكونوا مصدر إلهام للشباب والمجتمع بشكل عام. فهم يمثلون نموذجًا يُحتذى به للنجاح والاستمرارية، حيث إنهم قد تجاوزوا مرحلة العمل والمسؤوليات اليومية، ومع ذلك يظل لديهم الرغبة في المساهمة والاستمرار في العطاء. يمكن أن تكون رؤية المتقاعدين الناجحين والحياة المستقرة مصدر إلهام للأجيال الأصغر سنًا، وتشجيعهم على الاستمرار في السعي نحو تحقيق أحلامهم وتحقيق النجاح الشخصي والمهني. صوت: استمر ما دُمت قادراً، وكن جزءًا فعالاً في بناء هذا الوطن من خلال استمرارية عطائك ونقل المعرفة من جيل إلى جيل.