11 سبتمبر 2025
تسجيلهل تعرفون ماذا يعني أن يتهافت المستوطنون الإسرائيليون بحماية أمنية إسرائيلية إلى المسجد الأقصى والتمركز فيه وحوله ؟! وهل تعلمون ماذا يعني أن يتعمد هؤلاء المستوطنون على دخول البلدة القديمة واستفزاز أهلها في القدس قبل اقتحام المسجد الأقصى ؟! هل تتصورون ماذا يعني أن تمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من الاقتراب للمسجد الأقصى خصوصا بالقرب من مصلى باب الرحمة له ؟! أسئلة قد لا أملك الإجابة عنها شخصيا ولا حتى أنتم لأننا ببساطة نعرف الجواب لكننا لا نريد التصريح به كي لا تتبعه أسئلة أخرى لا نجرؤ على الإجابة عليها أهمها السؤال الذي نعجز عن الإجابة عليه وهو وماذا ستفعلون أيها العرب إزاء هذه الاقتحامات الصارخة المتزامنة مع فترة الأعياد اليهودية المقدسة التي يؤمن بها الإسرائيليون ويتبعون طقوسها ؟! للأسف نحن لن نفعل شيئا سوى دعواتنا المكررة لوقف الاستفزازات الإسرائيلية ووقف الاستيطان والعودة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسير عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليس لأننا لا نملك حق الرد القوي والملموس لكل هذا ولكن لأن قلوب العرب متفرقة للأسف يجمعها طبل التنديد ويفرقها مزمار الهمة ولذا استهان بنا الإسرائيليون وعلموا بأنه لا يمكن لأحد أن يهب لنجدة الكيان الفلسطيني المتآكل هو الآخر من الصراعات الداخلية لحركات المقاومة الفلسطينية التي تعاني هي الأخرى من تباين وجهات نظرها حول ردع السياسة الإسرائيلية المتعنتة على أرضها فبينما ترى بعض من هذه الفصائل أن المقاومة تنحصر في الغضب والتظاهرات المنددة وتخويف الجانب الإسرائيلي بعمليات استشهادية واعتداءات فردية على عناصر مدنية وأمنية فيه ورد أي هجوم من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية بما هو متوفر من صواريخ من باب حق الرد المشروع ترى فصائل أخرى تغليب الهدوء أكثر والالتزام بهدنة طويلة الأجل واللجوء للمنابر الرسمية لضمان حق الشكوى التي ترى نظيراتها من فصائل الفئة الأولى أن لا طائل منها ولا جدوى ولذا تباين الموقف الفلسطيني الواحد أسهم بصورة كبيرة على تفكك المسار الفلسطيني الذي كان يجب أن يكون موحدا لردع السياسة الإسرائيلية التي تتمخض كل يوم عن شيء جديد متصاعد لتوسع رقعة الاحتلال في حين تتضاءل البقع الفلسطينية شيئا فشيئا وهذا لا يمكنه أبدا وقف التطلعات الإسرائيلية غير المحدودة إزاء تمكن الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة على أراض فلسطينية جديدة أمام الصلف الرسمي له في تنفيذ القرارات الدولية الداعية لحل الدولتين والتزام إسرائيل بالعودة لحدود عام 1967 وإعلان دولة فلسطينية مستقلة وحرة وعليه يجب على جميع الفصائل الفلسطينية التي تحلم بدولتها أن تعود لطاولة الحوار والاتفاق على نهج موحد يمثل فلسطين ككل وليس حركة وأخرى أو فصيلة وأخرى وأن يجتمع رأي الفلسطينيين على قلب واحد لا تفرقه مصالح أي حركة فالكل يريد لدولة فلسطين أن تقوم ولو ظل الأمر على ما هو عليه فالفلسطينيون أنفسهم هم من يؤخرون كل ما هو صالح بلادهم دون قصد واختلاف الرأي في النهاية لا يجب أن يؤثر على مسار التطلعات الخاصة بشعب فلسطين الذي قدم ويقدم تضحياته من الأرواح والأبناء والشباب والمعتقلين والمرابطين والبيوت والحقول والممتلكات والأسى والسهر والصحة والانتظار ما لا يمكن لأي أحد في هذا العالم أن يتصوره أو يستوعب حجم هذه التضحيات العظيمة وفي المقابل فنحن العرب أيضا بحاجة لتلمس هذه الوحدة الفلسطينية وتماسكها لأننا بهذا نتوحد معكم ونقوى بكم وتتآلف قلوبنا بنصركم فنأخذ موقف الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لهذا تبقى اللُحمة الفلسطينية واجبة لتتوحد مسارات العرب وغايات المسلمين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وحرة بإذن الله. @[email protected] @ebtesam77