10 سبتمبر 2025
تسجيلاشتمل خطاب صاحب السمو الأمير حفظه الله في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة على مضامين جوهرية سامية جسدت بكل وضوح وجلاء موقف قطر الثابت الذي لا يحيد. موقف المُصرِّ على بلوغه هدفه مهما طال الأمد أو قصر، ولطالما كان هدف قطر هو تحقيق العدالة وإرساء مبادئ سيادة القانون كما بيّن سموه. ولذلك، ومن منطلق إيمانها الراسخ بعدالة قضيتها؛ وثقتها الكاملة بأن القانون الدولي هو السبيل الأمثل لفض النزاعات وحماية الحقوق والحريات؛ لم تختر دولة قطر بديلا عن الاحتكام للقانون الدولي في تعاملها مع دول الحصار. وقطعت أشواط كبيرة في ذاك المضمار، حيث ندرك الأهمية الكبرى لوجود مرجعية دولية تحتكم إليها الدول، مبرزا أهمية تطوير منظمة الأمم المتحدة وآليتها ومؤسساتها، كما أشار سموه باستعداد الدولة الدائم للحوار، والذي يعد الطريقة السلمية الأولى لفض النزاع بين الدول. إن مرور عام على حصار دولة قطر أبرز القوة الكامنة والطاقة الدفينة التي يتمتع بها الشعب القطري وكل من يوجد على أرض قطر، حيث لم تُزد أيام الحصار الجائر الدولةَ إلا قوة وعزيمة وإصرارا على الاعتماد على النفس وبلوغ الاكتفاء الاقتصادي، وقد بدأت المؤشرات الأولية تلوح في الأفق. وشغلت قضايا الأمة وهمومها حيزا كبيرا من خطاب سموه، مشيرا إلى أنه لم تشهد قضية فلسطين تطورا في الحل عبر الأمم المتحدة وستظل من أولى أولويات دولة قطر. ونوه للمعاناة الإنسانية التي توجد في عديد ربوع الأمة من سوريا واليمن والعراق وليبيا، مناشدا المجتمع الدولي للعمل الجاد ومبرزا أن قطر تعمل بكل ما تستطيع لتخفيف معانات هذه الشعوب الشقيقة. إن اعتماد النظرة الشمولية في التعاطي مع قضية الإرهاب وتفهم كل الدوافع والمسببات والعمل على تنمية وتطوير المجتمعات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا تشكل كلها حلولا جوهرية لقضايا الإرهاب في العالم. ولقد قامت قطر كما بيّن سمو الأمير بتطوير المنظومة التشريعية لمكافحة الإرهاب، غير أن لمكافحة الإرهاب شروط اساسية لعل أبرزها توحيد تعريف ومفهوم الإرهاب بين الدول، بحيث لا يخضع لمزاجية البعض ولا لانتقائية البعض الآخر، وكذا معالجة الجذور التي تسهم في تغذية الإرهاب. وفي هذا الصدد، بين سموه أن تطوير وتعليم الشباب يعتبر من أهم مقومات مكافحة الإرهاب والتطرف. كما وانضمت قطر لعدة معاهدات دولية لحقوق الإنسان وسنّت قانون اللجوء السياسي وقانون الإقامة الدائمة، دعماً لحقوق الأفراد وصيانة كرامتهم. كل ذلك من أجل دعم التنمية البشرية والاجتماعية اللذين هما قوام الرخاء والأمن الدولي.