07 أكتوبر 2025

تسجيل

التسعير النفسي

26 أغسطس 2020

عندما تزور أحد المراكز التجارية الكبيرة، تجد تبايناً في أسعار المتاجر، فمنها متاجر تبيع الملابس بأسعار باهظة، وبالقرب منها تجد ملابس بأسعار معقولة. فما الذي يحدد أسعار البضائع التي نشتريها؟ بالتأكيد ليست التكلفة الحقيقية لتصنيعها، فالكثير من البضائع لا تتجاوز تكلفة تصنيعها أكثر من ١٠٪ من سعرها، بل وأقل من ذلك بكثير. في ٢٠١٨ قام متجر Payless المتخصص ببيع الأحذية الاقتصادية والرخيصة بتجربة مثيرة للاهتمام، فقد قام بإنشاء متجر وهمي في شارع يعج بالمتاجر الفاخرة، وأسماه Palessi (اسم لمصمم وهمي)، وأقام احتفالاً للافتتاح الكبير ودعا له الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمتجر، ووضع في المتجر مجموعة من الأحذية التي تباع أساساً في المتجر العادي بأسعار رخيصة، ولكن وضع عليها أسعاراً باهظة في المتجر الجديد، فما كان سعره ٤٠ دولاراً أصبح ٦٠٠ دولار. وتم وضع عدد محدود من الأحذية، ووضع كل حذاء في رف خاص به. وكان مشاهير التواصل الاجتماعي يصورون المتجر، ويحملون كل حذاء ويتحدثون عن جودة تصنيعه وجمال تصميمه وروعة لونه وأناقة مظهره. خلال دقائق تهافت وتجمهر الناس أمام المتجر ليظفروا بشراء المجموعة الأولى من هذه الأحذية المميزة جداً، وبعد خروج الزبون يتم سؤاله عن البضاعة التي اشتراها وجودتها ومدى رضاه عنها، ثم يفاجئونه بالحقيقة التي لم يكن يتوقعها، وهي أن الحذاء نفسه يباع في المتجر الأصلي بأقل من هذا السعر بكثير، ويتم إرجاع المبلغ الذي دفعه. يتأثر المستهلك بشكل كبير بالصورة الذهنية التي بناها وشكّلها التاجر عن بضاعته. والثمن الذي يدفعه المستهلك مقابل البضاعة هو بالأساس للصورة الذهنية التي تشكلت لديه عن هذه السلعة، وليس للجودة أي علاقة بالموضوع، وإن كنا نحاول أن نقنع أنفسنا بذلك. Twitter: @khalid606 [email protected]