نبشركم.. سهيل طلع

شكل شهر يوليو وأغسطس من العام الجاري أشد شهور العام حرارة على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، وحسب ما ذكرته الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي فإن عام 2015 هو أشد الأعوام حرارة حتى الآن، ووفق تقرير الإدارة بشأن المناخ العالمي الذي نشر على الإنترنت مؤخرا فإن المحيطات شهدت أيضاً ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة.. وذكر التقرير أن الشهور السبعة الأولى من 2015 شكلت أشد الشهور حرارة في السجلات التي يرجع تاريخها إلى 1880 حيث بلغ متوسط درجة حرارة الأرض والمحيطات 16.61 درجة مئوية. بالتأكيد نحن في منطقة الخليج شعرنا مع باقي دول العالم بهذا التغيير المناخي الحار الذي أنهكنا لولا لطف الله بنا بهذه المكيفات المبردة التي تصاحبنا في كل موقع نرتاده في اليوم، والمفرح أن تباشير طلوع نجم سهيل بدأت هذه الأيام في بادينا وحاضرنا، لما له من أهمية قصوى فهو يرتبط لدى العرب ومنذ القدم ببداية التغير الفصلي، حيث تبدأ الحرارة بالانخفاض تدريجياً ويبدأ الجو بالاعتدال ليلاً، ويعتبره العرب من أكثر النجوم التي يحرصون على متابعته وعلى وجه الخصوص في الجزيرة العربية، وله اهتمام خاص منذ القدم بظهورة، اهتم أبناء الجزيرة العربية منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، ونجم سهيل الذي هل علينا من قريب له حساباته الخاصة لدينا فهو يبدأ من يوم 24 أغسطس من كل عام بالظهور يوماً بعد يوم، وبطلوع نجم "سهيل" تنكسر حدة الحرارة تدريجياً، ويبدأ الجو بالاعتدال ليلاً وبعد "سهيل" بـ52 يوماً يدخل حساب الوسمي. دخول الوسمي وهو 52 يوماً له أيضاً فرحة خاصة عند أهل الخليج، فإذا جاء فيه المطر فإنه يكون نافعاً بإذن الله للبر والبحر، أمّا في البر فإنه ينبت أنواعاً كثيرة من النباتات لا تنبت إلا في مطر الوسمي، وكذلك تنبت الفقع وهذه قمة السعادة لأهل قطر والخليج، به تخرج العائلات وتنصب الخيام في البر، ولنزول المطر في هذا الوقت فوائد جمة لأهل البر، كما هي لأهل البحر خاصة إبان حقبة الغوص على اللؤلؤ، ففائدة المطر للبحر في فترة الوسمي فإنه ينتج اللؤلؤ بإذن الله في بطون المحار كما يعرفون به مواسم الصيد والسفر، وسمي بالوسم لأنه يوسم الأرض بالخضرة والعشب والكلأ. ظهور نجم سهيل يمثل علامة في تحول الظروف الجوية حيث كانت العرب تقول "إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل وكان للحوار الويل لأنه يفصل عن أمه. بحجة أن أيام الحر والكلفة قد انتهت وبدأت أيام البرد ولطيف الهواء. ومع بداية "سهيل" يبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوبا وتبدأ تهب رياح قوية يطلق عليها "هبايب سهيل" تعمل على تلطيف الجو ويبدأ الانخفاض الحاد للرطوبة من بداية أغسطس وتتزامن ذروتها مع طلوع نجم "سهيل" وتستمر إلى منتصف سبتمبر . بدأ نجم سهيل بالظهور ونأمل في ظل هذه التغيرات المناخية أن يكون بداية انكسار حدة الحر على معظم أنحاء المنطقة، نحن في منطقتنا الخليجية بدأنا نرتقب منذ مطلع الأسبوع الجاري بزوغ نجم سهيل الذي نستبشر فيه ببدء مرحلة انكسار حدّة درجة الحرارة واعتدال الطقس. مع عودة طلوع نجم سهيل نرحب بمسافرينا الهاربين من حر الدوحة منذ شهور ونقول لهم حياكم فسهيل طلع.. وسلامتكم.