29 أكتوبر 2025
تسجيلحتى ساعة كتابة المقال لم تتوصل حكومة مصر العظمى إلى قرار تشاوري بوقف إطلاق للنار لمدة شهر، ولم يدعو أحد إسرائيل لوقف المجازر التي يرتكبها جيشها ضد المدنيين العزل، فيما قبل قليل يعلن يتسحاق يعالون وزير الأمن الداخلي لإسرائيل من منزل عائلة طفل إسرائيلي قتل نتيجة صواريخ المقاومة أنه يجب إتمام عملية اجتثاث حماس وتدميرها ولكن بلغة سياسية، فيما يؤكد نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة أن حماس هي داعش الثانية مؤكداً على كذبته الأولى في تصريحاته الأسبوع الماضي، ولا يجد خالد مشعل كبير حماس سوى البحث عن الصياغة الدبلوماسية لكلمات منتقاة لنفي الاتهامات التي يصدرها مجرمو الحرب الصهاينة، ولا يزال الرجل يبرر رفع يد حماس للدفاع عن شعب غزة. في المقابل يتهم "رون بروس أور" مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في مقال له عبر صحيفة نيوورك تايمز الشهيرة الاثنين أن دولة قطر تدير حركة حماس بالخفاء وتدعمها أعمالها " الإرهابية" بالمال والتكنولوجيا لصناعة الصواريخ وعلى العالم أن يوقف قطر.. يا إلهي كيف يجد المسؤولون الإسرائيليون وقتا للممارسة واجباتهم الإنسانية في تعزية عائلة مستوطنة وإدعاءاتهم وتبريراتهم الكاذبة عبر المنابر العالمية واتهاماتهم بأن الدعم الإنساني هو جريمة، فيما لا أحد رسميا يتهم إسرائيل بشيء.. من هنا علينا أن نربت على ظهر قطر حينما تكون مصدر قلق لإسرائيل المعتدية وداعمة للشعب تخلى العالم عنه. النفاق والدجل في الحديث عن الإنسانية والتعايش أصبح عنوان مرحلتنا التي يطيب للبعض أن تقارن فيها حركة المقاومة الفلسطينية حماس بتنظيم "داعش" الدموي، لذلك تمادى العدو الإسرائيلي في اتهام حماس حتى بات زعماؤه يصفون حماس بأنها التوأم لداعش، وهناك من يسمع ولا يخالفهم علنا ولا يزجرهم، وكأن قوات الاحتلال الصهيوني تلقي طائراتها بأحمال المساعدات والأغذية على السكان المدنيين العزل في القطاع المحاصر منذ سنوات ولم تغرق ساحات وبنايات أحياء غزة بالدم ولم تسجل قائمة بأسماء الآلاف من القتلى والجرحى الأبرياء دون أن يرف رمش لزعيم العصابة نتنياهو وأفراد عصابته.عندما يتفاخر نتنياهو وحلف القبيلة اليهودية بأنهم قتلوا كل هذا العدد من الفلسطينيين الأبرياء لأنهم يريدون تدمير قوة حماس، فهذا في العرف عهر سياسي يبرر جرائم الإبادة ضد البشر، وهم بهذا أكثر سوءا وإجراما من تنظيم داعش، بل إنهم قتلوا أطفالا ونساء أكثر من عدد عائلات ضحايا الهجوم على البرجين في نييوورك 2001 التي اتهمت فيها القاعدة، فيما لم يكن بين الضحايا أي يهودي حينها ولم تجرؤ أي صحيفة أو وسيلة إعلام أميركية أن تناقش هذه الحيثية، فيما تحث قنوات فوكس وإعلام الصهاينة في الولايات المتحدة حكومة واشنطن على المزيد من الدعم لتل أبيب.عندما قررت بريطانيا العظمى أن تنهي الصراع الدموي على أرض فلسطين التي كانت تحتلها اعترفت الحكومة البريطانية بأن العصابات اليهودية باتت أقوى وأخطر عليها من العرب والفلسطينيين، فقررت الاستخبارات البريطانية عام 1942 وقف المحرك الضخم لتلك العصابات لدمجها في جيش يقرر فيما بعد ما يريد، حينها صدر الأمر بالتخلص من زعيم عصابة شتيرن " ليحي" إبراهام شتيرن، ووافق المندوب السامي على ذلك، وتوجهت فرقة خاصة من الاستخبارات البريطانية إلى مخبأ المجرم في تل أبيب واقتحموه، حيث وجدوه مختبئا في خزانة الملابس حيث قتله قائد القوة دون سؤال ولا جواب، وبعد أيام سلمت عصابات ليحي والهاغناه وغريها أسلحتهم وخضعوا لسلطة الانتداب وانخرطوا في العمل السياسي لتكوين دولتهم المصطنعة التي انفجرت كالسرطان بعد سبع سنوات من إخضاع مجرمي الصهيونية.اليوم لا يزال هؤلاء القتلة القدماء يعيشون في دماء أبنائهم وأحفادهم من اليمين المتطرف والكتلة الصهيونية العمياء، وهؤلاء لا يردعهم سوى العلاج الإنجليزي لشتيرن، الدم مقابل الدم، لا يمكن أن يبقى الفلسطينيون وحماس وحركات المقاومة يتعاملون بهذه الإستراتيجية السياسية مقابل حرب إبادة ترتكبها عصابة نتنياهو، يجب أن تعود العمليات القتالية داخل العمق الإسرائيلي، يجب على الخلايا النائمة داخل الوطن المحتل أن توقظ الجهاز العصبي لدى قادة إسرائيل عندما يقتل جنودهم داخل عمقهم الآمن، والتاريخ يشهد على ذلك، إن لم تردعهم أي مبادرة ولا وساطة ولا دغدغة إنسانية فلن يردعهم سوى الدم لوقف جرائمهم.نحن لا نبرر للجرائم ولا يمكن أن نقبل قتل المدنيين الأبرياء من أي دين أو جنسية، ولكن بما أن إسرائيل تقتل يوميا العشرات والمئات من شعبنا في غزة بهدف إخضاع المقاومة، فللمقاومة الحق أن تقتل في إسرائيل لتخضع الحكومة الإسرائيلية لوقف حربها البربرية ضد المدنيين وأهل الأرض التي طرودهم منها في غزة، هؤلاء لا يفهمون سوى مبادرة واحدة هي الدم مقابل الدم.