28 أكتوبر 2025
تسجيلفي فبراير من هذا العام، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مسودة /الخطة الوطنية لرقمنة الثقافة والتراث والاعلام/ بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث ومكتبة قطر الوطنية، وذلك وفقًا للاستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2015، وفي ضوء ما جاء في رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية (2011-2016)، فضلا عن تمكين الأجيال القادمة من الاستفادة من ماضيها، وتعزيز حضور البلاد على الساحة العالمية. هذه الخطة الوطنية الطموحة تسير وفق الأهداف المرسومة لها في توفير محتوى رقمي يعكس تاريخ الوطن وقيمه وتقاليده، وتوفير حوافز لتطوير منظومة رقمية عربية تعزز ثقافة واقتصاد البلاد، وهذا جزء من خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتفعيل هذه الرؤية في دعم المؤسسات الثقافية لرقمنة المواد غير الرقمية التي تملكها وإتاحتها عبر شبكة /الإنترنت/. مثل هذا المشروع تسعى كثير من الدول إلى تطبيقه للحاق بركب الحضارة من منطلق حفظ تاريخها وتراثها المتشابك مع أعماق جذورها العريق، والذي يتطلب فعلا أحكام المحافظة عليه، كي لا يندثر بحكم التطور وعلميات الهدم والطمس الذي يحصل لكثير من الموروثات الغالية والنفيسة، لهذا وعى الإخوة القائمين على المشروع أهمية سبر أغوار تاريخنا العريق والبحث عن كل ما يمس تراثنا العزير وحفظه بالطرق الحديثة بدءا برقمنة المواد السمعية والبصرية والصور ذات العلاقة بالتراث والثقافة القطرية لدى وزارة الثقافة والفنون والتراث، خوفا من تعرضها للتلف أو الضياع بسبب العوامل الطبيعية أو عدم مواكبتها للتطورات والاتجاهات التكنولوجية الحديثة. الجميل في هذا المشروع أنه يتيح الاعتراف بدولة قطر كرائد إقليمي في المحتوى الرقمي باللغة العربية، ويعطي مكانة لمكتبة قطر الوطنية، لتصبح بذلك أول مركز وطني لدولة قطر للتحويل الرقمي من المواد ثنائية الأبعاد، ومن هنا فإن رقمنة التراث القطري سيحدث بلا شك نقلة نوعية، بعد أن يتاح للعالم متابعته عبر شبكة الإنترنت العالمية من داخل وخارج دولة قطر، والذي من خلاله سوف يتعرف العالم على التراث الوطني الثري للبلاد، ويعزز من قوة حضور البلاد في الفضاء الإلكتروني. الفكرة تحمل في طياتها أبعادا جمة، فهناك العديد من المواقع الأثرية في دولة قطر تحكي تاريخا عريقا، وهناك أيضا مواقع أكدتها الشواهد المتوافرة في مناطق متفرقة من البلاد ولا تزال آثارها شامخة على أراضي دولة قطر، لتشهد على ماض عريق وتاريخ ضارب بجذوره يمتد إلى عصور قديمة، ولا تزال المواقع القديمة موجودة في جميع أنحاء قطر، وقد عرف كثير منها من خلال الجهود التي قام بها المساحون القطريون التابعين لهيئة متاحف قطر الذين كشفوا عن مواقع وآثار ربما لا يعرف الناس عنها الكثير مثل بلدة الرويضة بشمال قطر، وموقع فريحة وهي قرية صغيرة بجوار مدينة الزبارة، وكذلك مدينة مروب، وهي واحدة من أهم المستوطنات الإسلامية الكبرى التي تعود إلى العصور الوسطى. تراثنا العريق هو ذاكرة الوطن، قلنبارك هذه الجهود الخيرة وندعم كل توجه يحافظ على ماضينا الزاخر بالكنوز المعرفية والثقافية . وسلامتكم