15 سبتمبر 2025
تسجيلالصومال لم تكن بعيدة عن الاهتمام القطري منذ انضمامها إلى الجامعة العربية لم تكن جمهورية الصومال بعيدة عن الاهتمام القطري منذ انضمامها إلى الجامعة العربية عام 1960 حيث تبادلت معها التمثيل الدبلوماسي وبقيت سفارة الصومال في الدوحة رافعة علمها وتحظى بكل عناية رغم كل المحن التي مرت بالصومال من حروب وتشطر وانقسامات . عملت الإدارة السياسية القطرية بتوجيهات أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بكل جهودها من أجل إعادة اللحمة بين القيادات الصومالية المتناحرة على المصالح الذاتية ، عقدت في الدوحة ندوات حوارية بين الأطراف الصومالية بكل توجهاتهم الفكرية والسياسية وطرحت على وسائل الإعلام القطري كي يشهد الخلق عبث تلك القيادات الصومالية بوطنهم ، وعقدت المؤتمرات من أجل توحيد تلك الفصائل المتناحرة وما برحت جهود القيادة السياسية القطرية تعمل بكل إخلاص من أجل إعادة السلام والوحدة بين الفصائل الصومالية من أجل إعادة الوحدة السياسية على كامل التراب الصومالي . لا ريب بأن الدول العربية قصرت أيما تقصير في حق جمهورية الصومال منذ انضمامها إلى أسرة جامعة الدول العربية عام 1960 وحتى اليوم . هذا الموقع الاسترتيجي المهم وصاحب الموارد الزراعية الغنية ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية والمعادن لم يهتم به العرب ليكون جسر التواصل مع القارة الإفريقية على كل الصعد . لقد خسر العرب الصومال كما خسروا العراق الذي اختطفته إيران وأمريكا من بين أيدينا ومن قبل اختطفت إيران إقليم الأحواز " عرب استان " وكما خسرنا فلسطين من قبل . اليوم يجتاح الصومال الشقيق عضو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كارثة طبيعية . أجدبت الأرض وشحت السماء بالغيث وهلك الإنسان والحيوان والنبات وليس له معين إلا الله عز وجل وإخوانهم العرب والمسلمون . صحيح أن المنظمات الدولية الإنسانية تجمع الأموال من أجل الصومال وشقيقاته في القرن الإفريقي ( كينيا وأثيوبيا وغيرهما ) لكن يؤسفني القول أن جل تلك المساعدات تذهب إلى أفراد تلك المنظمات في شكل رواتب عالية وتنقلات جوية بالدرجة الأولى وتأمينات على حيات أولئك الموظفين الأمر الذي يقلل من فائدة المعونات الدولية التى تصل إلى السكان في المناطق المنكوبة في تلك المناطق . هنا يأتي الدور الإنساني الذي تؤديه الجمعيات الخيرية القطرية ( مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني " راف " للخدمات الإنسانية ، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية ، وجمعية قطر الخيرية إلى جانب الهلال الأحمر القطري هذه المؤسسات اتحدت فيما بينها في هذا المشروع الإنساني بموجب توجيهات أميرية سامية لأنهم في توحيد جهودهم يستطيعون تقديم المزيد من الدعم المادي والمعنوي وبفاعلية أقوى وأكثر نفعا . وإذا كنا نشيد بأهل الخير في قطر في عون إخواننا في الصومال وفي بعض المناطق المنكوبة بفعل الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي سواء أكان ذلك العون على شكل مؤن غذائية أم أدوية ومراكز صحية وملابس فإن الواجب علينا جميعا أن نقدم الشكر والتقدير لسمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين في توجيه تلك الجمعيات ومدها بالعون المادي والمعنوي . إننا نناشد قيادتنا السياسية في قطر بانتهاز هذه الفرصة " فرصة حاجة الصومال " لتذكير جميع القيادات السياسية المختلفة في الصومال بأن النزاعات فيما بين تلك القيادات والتي تؤدي إلى مواجهات مسلحة لن تغنيهم وأن خيرهم في وحدتهم واستقلالهم ووضع مصالح الشعب الصومالي فوق مصالحهم الدنيوية الآنية ، وأن الأموال التي تصرف من أجل اقتناء السلاح بهدف الحرب من أجل تحقيق مصالح آنية يجب أن توقف وحض المجاهدين والمقاتلين على الأعمال الإنتاجية في الزراعة وصناعة الثروة السمكية الضخمة بدلا من الحروب والنزاعات والصراع على السلطة ، وبدلا من أن تستأثر الشركان الغربية واليابانية بالثروة السمكية الهائلة وبالمكانة الاستراتيجية للصومال الكبير . آخر القول : بارك الله لأهل الخير في قطر الذين ينفقون مما رزقهم الله من خير على أهلنا وإخواننا في الصومال وأماكن أخرى من العالم الإسلامي .