11 سبتمبر 2025
تسجيلتعد الصالات الرياضية مكاناً مهماً لممارسة النشاط البدني واللياقة البدنية، حيث تستقطب العديد من الأشخاص الذين يسعون لتحسين صحتهم وبناء أجسادهم. ومع انشغال الحياة اليومية والظروف الجوية الحارة، تصبح الصالات الرياضية بيئة مثالية لممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية. ولكن، من المهم الإشارة إلى أن جودة الهواء والتهوية الجيدة في الصالات الرياضية تعتبر عنصراً بالغ الأهمية يجب أن يُراعى بجدية. وعبر هذا المقال نسلط الضوء على كيفية تحسين الهواء في هذه الصالات. تؤثر جودة الهواء والتهوية الجيدة على أداء الرياضيين بشكل مباشر. فعند ممارسة التمارين الرياضية، يزيد إنتاج الحرارة في الجسم، ويتم التخلص من هذه الحرارة من خلال التعرق. إذا لم يتم توفير هواء نقي ومنعش، قد يزيد الشعور بالحرارة والاختناق. وعندما يكون هواء الصالة أو الجيم نقياً وخاليا من الملوثات الهوائية والروائح الكريهة، يساعد ذلك على تحسين تدفق الأكسجين إلى العضلات والجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى زيادة قدرة الجسم على التحمل والأداء البدني. وهذا بدوره يساعد في حفظ صحة الجهاز التنفسي. من المعروف أن هذه الصالات تكثر فيها الأنشطة البدنية المكثفة، مما يجعل الأفراد يتنفسون بشكل أكبر من العادة. وعندما يكون الهواء غير متجدد ويحتوي على مستويات عالية من الغبار والملوثات، يزيد من خطر التعرض لالتهابات الجهاز التنفسي والحساسية وغيرها من المشاكل الصحية. من الأمور التي تعتبر ذات أهمية في هذه الصالات هو الحد من انتشار الأمراض بين المستخدمين، فعندما تكون الصالات الرياضية جيدة التهوية، تقل فرص انتشار الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد، حيث يتم تنقية الهواء من الجراثيم والبكتيريا التي قد تكون حاضرة في البيئة المغلقة. وإذا سألت عزيزي القارئ عن مصادر تلوث الهواء في الصالات الرياضية، فهي عديدة. فمن مصادر تلوث الهواء في القاعات الرياضية تنفس الرياضيين وتعرقهم، فعند ممارسة التمارين الرياضية، يتنفس الرياضيون بشكل أكبر، ويتعرقون بكثرة. هذا يؤدي إلى إطلاق الملوثات في الهواء، مثل ثاني أكسيد الكربون. ومن المصادر أيضاً، الأجهزة والمعدات الرياضية، فالمركبات العضوية المتطايرة تنتج من المعدات الرياضية، وخصوصاً، الجديدة منها. فبعض المعدات الرياضية قد تحتوي على مواد تنبعث منها الروائح الكريهة والملوثات، مثل الأسطح المطاطية والألواح البلاستيكية. ويقع الدور الكبير على مالكي ومشغلي هذه الصالات في الحفاظ على جودة الهواء وصحته. فعند فتح صالة رياضية، من المهم على مالك الصالة اتخاذ عدة إجراءات للتأكد من جودة الهواء وضمان بيئة صحية ومريحة للرياضيين. من ضمن هذه الإجراءات المهمة هو تركيب أنظمة تهوية فعّالة، عالية الكفاءة، تساعد على تنقية الهواء وتجديده بانتظام. كما يجب أن تكون هذه الأنظمة قادرة على التحكم في تدفق الهواء وتحسين جودة الهواء بفلاتر تلتقط الجسيمات الصغيرة والملوثات الهوائية. من المهم أيضاً فحص وصيانة أنظمة التهوية بشكل دوري للتأكد من أنها تعمل بكفاءة وبالطاقة الكاملة. ويكون من الضروري تنظيف الفلاتر بانتظام واستبدالها عند الحاجة. ومن الإجراءات كذلك تنظيف وتهوية المساحات المغلقة حتى لا يتراكم الغبار والأوساخ التي تسبب تلوث الهواء. والتحكم في تدفق الأشخاص وتحديد العدد المناسب من الزوار لتجنب الازدحام الزائد وتراكم ثاني أكسيد الكربون. من الأعمال المهمة التي يجب على مالكي ومشغلي هذه الصالات القيام بها أيضاً، هو مراقبة درجات الحرارة ومستويات الرطوبة ومستويات ثاني أكسيد الكربون. ويمكن إجراء اختبارات منتظمة لجودة الهواء داخل القاعة بمساعدة مختصين في هذا المجال. هذه الاختبارات توفر بيانات دقيقة حول مستويات التلوث وتساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين جودة الهواء. من المهم كذلك مراجعة السياسات والإجراءات، فيجب مراجعة وتحديث السياسات والإجراءات المتعلقة بجودة الهواء بانتظام للتأكد من أنها تلبي المعايير الصحية والبيئية. ومما يعزز جودة الهواء في هذه الصالات، هو القيام بتنظيف الأجهزة بانتظام. لمنع تراكم الغبار والأوساخ. ويمكن استخدام مرشحات الهواء حول الأجهزة. أو تثبيت مرشحات هواء محمولة لتنقية الهواء المحيط وتحسين جودته بشكل فعال. وللرياضيين دور مهم في الحفاظ على صحة الهواء، وذلك من خلال التقيُّد بقواعد النظافة الشخصية، مثل الاستحمام قبل دخول الصالة واستخدام المناشف الشخصية وعدم دخول الصالة في حالة المرض، للحد من انتقاله لغيرهم. ويقع على الجهات الرقابية في الدولة القيام بإجراء فحوصات لمراقبة جودة الهواء داخل الصالات ومراقبة مستويات التلوث والرطوبة وثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى للتأكد من الامتثال للمعايير.