26 أكتوبر 2025

تسجيل

على ضفاف التايم لاين تزيد سعادتك

26 يوليو 2018

في عام 2013 أُجريت دراسة غريبة ومثيرة على عينة مكونة من 700 ألف شخص من رواد أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تعريض جزء من هذه العينة لأخبار إيجابية وسعيدة فقط، أما الجزء الآخر من العينة فقد تم تعريضهم لأخبار سلبية وبائسة. فكانت المفاجأة أن أغلب الفئة الأولى كانوا يعبّرون عن سعادتهم ورضاهم، وكانت تعليقاتهم ومشاركاتهم إيجابية، بينما أغلب الفئة الثانية كانت مشاركاتهم تعبر عن مدى تعاستهم واكتئابهم من هذه الحياة. كما أثبتت الدراسة أن هؤلاء السعداء كان أغلب من حولهم من المتابعين يشعرون أيضاً بالسعادة والرضا، بينما التعساء كان متابعوهم يشعرون كذلك بالبؤس والسخط من الواقع. قد يعتبر البعض أن هذه الدراسة غير أخلاقية لأنها تمت بدون علم من أجريت عليهم الدراسة، ولكن بعيداً عن هذا الجدل الأخلاقي (وإن كان صحيحاً)، فمن ناحية علمية، فقد أثبتت الدراسة أن السعادة معدية، وأن مستوى سعادة الشخص معرضة للزيادة إذا أحاط نفسه بالسعداء، وتابع الأخبار الإيجابية، وتجنب الأخبار والتعليقات والقصص السلبية البائسة اليائسة. شخصياً أعرف بعض الأشخاص الذين كانوا بالكاد تجد لديهم رأيا عن أي موضوع، ولكنهم تحولوا لأشخاص سلبيين، يؤمنون بأن كل شيء في الحياة هو جزء من مؤامرة كبرى، وأن الحياة كانت ستكون أفضل لولا المؤامرات التي يحيكها الأعداء، وكل ذلك بسبب ما يتابعونه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لا تتابع كل ناعق وزاعق في وسائل التواصل الاجتماعي، بل انتقِ من تتابع كما تنتقي الفاكهة، وأحط نفسك بالسعداء والإيجابيين وأصحاب الحديث الراقي، فهم -رغماً عنك- سيؤثرون عليك. وكما قال الشاعر إيليا أبو ماضي: أيهذا الشاكي وما بك داءُ ... كن جميلاً ترى الوجود جميلا