31 أكتوبر 2025
تسجيلأصبحنا نضيق بالجلسات والتجمعات النسائية سواء العائلية أو المعارف بل حتى المناسبات والتي للأسف باتت لا يتم فيها الاستمتاع لحديث أو حكاية ظريفة أو تساؤل عن صلة الرحم أو الصحبة أو استرجاع الذكريات الجميلة التي جمعتنا معا أو تقديم نصيحة أو استشارة في أمور الحياة، بل صارت تلك التجماعات فرصة للسخرية والاستهزاء من الناس والغيبة وأكل لحوم البشر ونهشها، فلا تنجو مناسبة زواج أو حفل تخرج أو حتى العزاء من التحدث عن فلان واستجلاب سيرة فلانة، فتجد الواحدة منا جالسة وهي تدور بأعينها يمنة ويسرة لتجد ما يمكن أن يكون حديث مجلسها مع صديقاتها وأسرتها، كما أن بمجرد خروج سيدة ما من المناسبة تبدأ الألسن تلوك في سيرتها وأخبارها وقد يكون الاستهزاء عن ملابسها أو حديثها، لدرجة أن هذه السيدة قد تسمع ما دار عنها لأنها لم تبتعد عن الباب كثيرا!! ولو حاولت إحداهن أن تغير الحديث وتبدأ بقص حكاية ظريفة أو تقديم موعظة مهمة نافعة فلا تنجو من محاولة إسكاتها واتهامها بتصنع الاستقامة!! يذهبن لمباركة إحدى السيدات في منزلها الجديد والتي أعدت لهن العشاء، فلا ينقذها هذا من انتقاد البيت والسخرية من ذوقها في اختيار الأثاث والألوان رغم أنهن مازلن في البيت.يتلقين الدعوة لحفلة الزفاف، فيبدأن في التردد في الذهاب ووضع الحجج لذلك، وان ذهبن عدن بحصيلة من الانتقادات للحفلة وجمال العروس و"كشخة العروس" والتقديمات والعشاء وغير ذلك بالرغم مازلن يستمتعن بالحفلة وتسيل من ألسنتهن عبارات المدح لأصحاب المناسبة، ناهيك عما يسمى لدينا "التشرهه: يعني العتاب واللوم على عدم الدعوة أو عدم وجود الاستقبال لهن من قبل الداعية للحفل رغم أن ذلك قد يحدث لانشغالها بما حولها".فمتى ستخلو جلسات النساء بل جلسات الرجال أيضاً للأسف من تلك العادات القبيحة في نهش سير وأعراض الناس والاستمتاع بالحديث عنهم وانتقادهم مع تلك الإضافات التي تكون مثل البهار والملح والشطة التي تشجع على الاستمراء في هذه العادة الكريهة التي نهى الله عز وجل عنها وعن السخرية والاستهزاء فقال في كتابه الكريم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"الحجرات الآية12فلنبادر في جعل تلك الجلسات عامرة بذكر الله والصلاة على رسوله واستجلاب سيرته والعبر والوعظ من بعض أخبار السلف والخلف والمجتمع حتى نستفير ونفيد ونجنب أنفسنا العقاب من الله عز وجل وأن ننشر العادات الجميلة في مجالسنا فقد تعبت نفوسنا من "الحش والدس".