27 أكتوبر 2025

تسجيل

الست من شوال وفق الرؤية العلمية

26 يوليو 2015

ودّعنا شهر رمضان المبارك شهر الخير والطاعة، وشهر الصيام والعبادة، وكثير من المسلمين يلتزمون بصيام ستة أيام من شهر شوال سواء كانت متتابعة أو متفرقة، والبعض هداهم الله يبدأون الصوم بعد اول يوم من العيد وكأنهم مجبرون على ادائها مباشرة، رغم ان صيام ستة من شوال سنّة يثاب فاعلها ولا يحاسب تاركها، وتحدث مواقف محرجة في غنى عنها اثناء زيارات المجالس وهم صائمون، يظهر ذلك علنا عندما يقدم له فنجان القهوة ويرفض استلامه لانه صائم مسببا احراجا لاهل المجلس، فلماذا الاستعجال بالصوم وما زلنا في اول الشهر والناس فرحون بايام العيد المباركة، هذه ملاحظة ارجو ان تفسر لمعنى اقل مما تحتمل. أبواب العبادة والخير تبقى مفتوحة لأداء الطاعات في كل زمان ومكان، فالصوم يهذب النفوس ويطهر القلوب ومنافعه كثيرة وكبيرة لصحة الإنسان، ومن أكبر الطاعات بعد انتهاء صيام شهر رمضان صيام ستة أيام من شهر شوال بعد رمضان لانها فرصة كبيرة لابد للإنسان اغتنامها فله أجر كبير وثواب عند الله تعالي لقوله صلى الله عليه وسلم ما معناه "من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر". صيام ستة أيام متتالية أو متقطعة من شهر شوال عادة حرص عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، ولهذه الأيام فوائد صحية عظيمة ذكرت في كثير من كتب السنة ودعمها علماء التغذية، حيث أن صيام هذه الأيام يساعد في نقل الجسم من نظام رمضان الغذائي إلى النظام الغذائي العادي بطريقة صحية وسليمة ويجنب مشاكل الهضم، فخلال شهر رمضان المبارك، يتعود الجسم على تناول وجبتين في اليوم هما الإفطار والسحور، أما الانتقال إلى الغذاء الذي يضم ثلاث إلى أربع وجبات فيسبّب بعض الاضطرابات الهضمية للإنسان. أردت من خلال مقالتي هذه أن أروج للفوائد الصحية لصيام هذه الأيام الستة من شهر شوال مستندا على روايات علمية غاية في الاهمية لان كثيرا من العامة يجهلون هذا الجانب ويركزون على الجانب الروحي واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فمن ضمن ما ذكر ان صيام الأيام الستة من شهر شوال ينقي الدم داخل خلايا الجسم ويساعد على توازن سوائل الجسم، كما يمنح الإنسان طاقة كبيرة ونشاطاً، ويقوي مناعته، كما ان صيام هذه الأيام يخلص الإنسان من سموم الجسم وفضلاته ويساعد جسمه على أن يبقى سليماً ومعافى. تقول المصادر العلمية ان أحد أكبر فوائد الصيام هو أنه يولد كريات بيضاء تكفي لوقاية جسم الإنسان من الأمراض وقد أكدت الأبحاث العلمية أن صيام يوم واحد يولد كريات بيضاء تكفي لوقاية الجسم لمدة 10 أيام وإذا جمعنا صيام شهر رمضان كاملاً مع صيام 6 أيام من شهر شوال نجد أن مجموع إنتاج الجسم للكريات البيضاء سيغطي 360 يوماً أي أنها تكفي لوقاية الجسم خلال أيام السنة كاملة. هذا غيض من فيض لاهمية الصيام من الجانب العلمي باستثناء دوره الروحي الذي سن كفريضة على المسلمين مرة كل سنة وهو شهر رمضان واذا اضفنا اليه طوعا صيام ستة أيام من شوال فان ذلك كما تقول المصادر العلمية يساعد على إزالة نفخة البطن بشكل ملحوظ، كما يعطي الجسم فرصة كبيرة لحرق السكر والدهون التي تم تناولها بكثرة خلال أيام العيد، ويساعد في السيطرة على نوعية الطعام التي تحصل عليها، ان هذه الايام التي نسير في فلكها الى نهاية شوال هي فرصة جيدة للجهاز الهضمي لاستعادة نشاطه، إذ أن صيامها كما ثبت يساعد على إفراز العصارة الهضمية بطريقة صحية. نحمد الله على نعمه التي لا يقدرها الا ذوي عقل راجح ومؤمن بقدرة الله عز وجل في خلقه، لقد كشف العلم الحديث بأبحاث علمية كثيرة عن علاقة اكتمال القمر بحالة الإنسان النفسية والعاطفية، وهي التي يطلق عليها ايام البيض فانتهزوها عافاكم الله، وسلامتكم..