15 سبتمبر 2025
تسجيلامتزجت مظاهر الحزن بالفرح عندما أعلن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسليمه مقاليد الحكم لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميراً للبلاد، ما يختلج في قلوب شعب قطر من محبة لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جعلهم يخلطون بين حالتي الحزن والفرح وهذا الشعور من النادر أن نراه في أي شعب من شعوب العالم أجمع. فقلوب شعب قطر تعلقت بهذا الحاكم العادل الذي بنى وأرسى دعائم قطر الحديثة وجعلها في مصاف الدول المتقدمة ووضع نصب عينيه توفير الرفاهية والرخاء لشعبه منذ تسلمه مقاليد البلاد عام 1995، حاكم وعد وأوفى وحصد ثمار وعده في بضع سنين ليرسم خارطة طريق قطر المستقبل لسنوات طويلة قادمة حاملة في طياتها التفاؤل بما هو آتٍ في مقبل الأيام. ولعل رؤية قطر الوطنية 2030 التي وضعتها الدولة بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هي من أحد أهم ثمرات سموه الكريم والتي تهدف إلى جعل المجتمع القطري مجتمعاً متقدماً قادراً على المحافظة على استدامة تنميته ومحافظاً على مستوى معيشي مرتفع، كما أن هذه الرؤية لقطر يمكنها أن تحدد النتائج على المدى الطويل من خلال ما تم وضعه من إستراتيجيات وطنية وخطط لوضع هذه الإستراتيجيات موضع التنفيذ. العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة التي يعتبرها الكثير من المراقبين بأنها هي من جعلت قطر تحتل هذه المكانة المرموقة بين الدول كلها لم تكن لتحدث لولا حنكة وحكمة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والعديد من المواقف السياسية التي تحتاج إلى قرار سريع وشجاع كان سموه الكريم هو أول من يبادر بها وبكل جرأة وحماس لأنها نابعة من قلب أمير شهم يُحزنه من يُؤلم أمته ويُفرحه ما يسعدها، ولهذه المواقف فصول يعجز اللسان عن ذكرها أو حصرها في مقال. أفلا يحق لهذا الشعب أن يحزن على أمير تربع على قلوبهم عندما بدأهم بالحب وعاهدهم بعيش كريم يستحقونه؟، أفلا يحق لهذا الشعب أن يحزن على أمير لم يتسلم مقاليد الحكم حباً في السلطة ولا لرغبة شخصية وإنما تسلمها لأنه هو رجل مرحلتها ووحده من سيبنيها ويحقق طموحات شعبها ولأن تلك المرحلة تقتضي أن يقودها حمد ولا غير حمد قائداً، أفلا يحق لشعب قطر أن يحزن لأن سموه اطمأن لما وصلت إليه بلاده من تطور ونماء وازدهار وبأن المرحلة القادمة بحاجة إلى ضخ دماء شابة تستلم دفة القيادة رغم أنه لا تزال لديه القدرة على إكمال هذه المسيرة المباركة، ولكن يبقى كلامه عالقاً في أذهاننا عند استلامه للحكم بأنه لا يرغب في سلطة وإنما هي حاجة الوطن وختمها عند تسليمه الحكم لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنه يراه قادراً على قيادة هذا الوطن وبأنه آن الأوان لأن تتولى هذه الطاقات الشابة دفة أمور هذه الدولة الفتية. كلنا أمل كبير في هذه الثقة التي أولاها سمو الشيخ حمد بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي يعلم أهل قطر جميعاً مدى حبه وإخلاصه لخدمة وطنه وشعبه، فكيف وهو من تعلم من أبيه كيف يُحافظ على هذه الأمانة لاسيَّما وأن سموه الكريم كان في السنوات الأخيرة يتولى أكثر من %80 من مهام أمير البلاد ولديه من الحنكة والذكاء ما يجعلنا نتيقن بأن قطر تتجه إلى دروب المعالي والمجد. حفظ الله لنا أميرنا المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأطال في عمر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأمده بالصحة والعافية. فاصلة أخيرة لله درك يا باني نهضة هذا الوطن " حكمت وعدلت وملكت قلوب شعبك "، ولن تُنجب نساء الأرض مثلك يا حمد.