18 سبتمبر 2025
تسجيلعندما نسمع عن أحد قد ابتلاه الله عز وجل بمرض ما ودخل على أثره المستشفى واكتشف أن ذلك المرض خطير، نتألم له وندعو له بالصحة، ونسير في الحياة لاهين غافلين عن ما قد يصيبنا من أمراض قد تكدر علينا حياتنا ونعيشها بهم وغم وقد نتعب من حولنا بأناتنا وبآهاتنا، ونتمادى في الكثير من الأمور التي لا شك أنها ستكون سببا لمثل تلك الأمراض، ولكن بمجرد أن نشعر بعارض ما ونعلم أننا قد أصبنا بمرض يحتاج إلى علاج ومتابعة فهنا ندرك أهمية الصحة وتمتعنا بها حيث نلهو ونلعب ونسافر ونتذوق أشهى المأكولات ونرتدي أجمل وأغلى الملابس، ونفرح في مناسبات كثيرة وننفق على ما نحتاجه وما لا نحتاجه وأحيانا كثيرة ننسى أحباءنا وأصدقاءنا المرضى في المستشفيات الذين لم نزرهم ولم نشاهدهم من فترات طويلة، بل لا نتفقد الكثير من أرحامنا الذين ألهتنا الدنيا ومشاغلها عنهم، وكثيراً ما نضع الظروف شماعة نعلق عليها أخطاءنا وسوء مسلكنا وانشغالنا رغم أننا نستطيع نحن أن نطوع تلك الظروف حسب قدراتنا وامكانياتنا حتى يمكننا اتخاذ الخطوات الواجبة علينا دون أن نحاول إيجاد الأعذار لتصرفاتنا. وهكذا بمجرد أن تلم بنا وعكة، نشتاق خلال ذلك الوقت إلى وجبة شهية نستطيع تذوق طعمها ونتمتع بتناولها ونشتهي نومة هنيئة لا نستيقظ منها على ألم يدق رأسنا أو وخزة في جبنا، ونتوق إلى زيارة لأحبتنا وأصدقائنا، وجلسة هادئة في مطعم أو على شاطئ البحر، ولكن كل هذا يذهب هباءً منثوراً، وهنا فعلا نشعر بنعمة الصحة التي كثيراً ما نهملها ونقوم بسلوكيات كثيرة في استهلاكها ولا نحمد الله عليها وكما يقول المثل "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" ونحاول البحث عن أفضل المستشفيات، وأكفأ الأطباء للحصول على العلاج الناجع والمناسب الذي سيعيننا على تحمل أعراض تلك الوعكة، وقد تضطرنا الظروف أحيانا للانتقال من طبيب لآخر للخوف من سوء التشخيص الذي تشكو منه مستشفياتنا وبعض المستشفيات في الخارج، وما أسعدنا عندما نعرف العلة ونجد الدواء اللازم لها! لذا فإن على الإنسان أن يبذل الجهد في أن تبدو صحته على ما يرام، وأن يعمل على ألا تنهار بأمور نعتقد أننا نستمتع بها وتكون في الحقيقة على حساب صحتنا وعافيتنا رغم أنها متع زائلة وقصيرة المدى، فما أجمل أن نتمتع بالصحة والتي توفر لنا الاستمتاع بنعم الله علينا وأهمها نعمة القيام بكل فرائض الدين الحنيف، وتهيئ لنا الطريق نحو الحياة السليمة في خدمة من حولنا ومن يحبنا ويخاف علينا وعافى الله كل مبتلى ومريض وأطعمه الصحة.