11 سبتمبر 2025

تسجيل

اتجار غير مشروع

26 يونيو 2023

أكثر من ثلاث اتفاقيات دولية، وما يزيد على أربعة قرارات أُممية، وثلاث هيئات دولية متخصصة، ومئات التعهدات العالمية منذ عام 1909 حتى يومنا هذا، أي أكثر من 11 سنوات، وما زال الاتجار غير المشروع بالمخدرات يمثل مشكلة عالمية تعجز الأنظمة عن القضاء عليها لأسباب كثيرة ومتشابكة، رغم تقدم التقنيات، وتعاون الأجهزة على مستويات دولية، وأول هذه الاسباب ارتباط تجارة المخدرات بفساد الأنظمة السياسية التي تُوظف هذه التجارة في خدمة أهدافها خصوصًا في مناطق النزاعات السياسية والعسكرية. في اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها الذي يُصادف 26 يونيو من كل عام، لم يناشد الأمين العام للأمم المتحدة العالم لمكافحة جرائم الاتجار بالمخدرات فحسب، بل سلط الضوء على مشكلة أعمق وهي وصمة العار التي يُعاني منها الراغبون بتلقي العلاج، خاصة الشباب والمراهقين الذين يتم توريطهم بالتعاطي، ويترددون في إبلاغ أسرهم أو إبلاغ الجهات المعنية خوفاً من العقاب والفضيحة. أضف إلى ذلك، الأحكام القضائية المخففة التي لا تردع تجار المخدرات ذوي النفوذ الواسع الذين يستهدفون المراهقين والشباب في العديد من الدول وعدم إنزال عقوبة الإعدام بهم. وفي ظل هذه الدعوة، سجل تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة وجود 284 مليون شخص حول العالم يتعاطون المخدر، مع ارتفاع أيضًا في صناعة الكوكايين التي سجلت نمواً قياسيًا يُقدر بنحو 11 في المائة، وإنتاج بلغ 1982 طنًا سنويًا، وتهريب 90 في المائة منها عبر حاويات الشحن في البحر. من الكوكايين إلى القنّب الذي بلغ معدل انتشاره السنوي بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً 5.8 في المائة من عدد سكان العالم، مع تسجيل زيادة في عدد المراهقين والشباب الذين دخلوا إلى المرافق الصحية والمستشفيات لتلقي العلاج من تأثير القنب، لتسجل دول الاتحاد الأوروبي وحدها 31 في المائة من إجمالي نسبة المتعاطين. الحقيقة المفجعة في منطقة الشرق الأوسط، هي ازدياد صناعة الكبتاغون وبلوغها مستويات قياسية في عام 2020، مع تحديد نقطة الانطلاق للاتجار بهذه المادة من «الجمهورية العربية السورية ولبنان» وتوجه هذه المواد إلى بلدان الخليج، والعراق، التي سجلت ارتفاعاً في انتشار المواد المخدرة، إما عن طريق البر أو البحر أو بشكل غير مباشر عبر أوروبا وربما شمال إفريقيا. عندما يتم إلقاء القبض على المتعاطي والمُوزع والتاجر الصغير غالباً ما يكون الرأس المدبر والمحرك شريكًا لمن يجلس على كرسي كبير.3