19 سبتمبر 2025

تسجيل

كأس العالم والقطري القديم

26 يونيو 2022

بعد أشهر قليلة ستقام أكبر تظاهرة كروية رياضية في العالم في دولتنا قطر، نحن نعيش اليوم بداية ارهاصاتها كتظاهرة عالمية لها أبعاد كثيرة، ذاتية في شروطها وموضوعية مطلوب أن تتحقق في البلد المستضيف، جهود الشباب واضحة، عمل دؤوب، رؤية واضحة، وعود بأن كل شيء سيكون على ما يرام وتحت السيطرة، هناك خلف الأبواب يقبع قطري قديم أحد أولئك الذين عشقوا، استاد الدوحة، وعاصر نشوء الأندية القطرية العريقة ولاحظ حرص المسؤولين القطريين في ذلك الوقت على البحث عمن لديهم موهبة كروية في الفرجان والسكيك وفي المدارس، لديه كثير من الأسئلة تبحث عن أجوبة، كيف تحول اللاعب إلى سلعة؟ وكيف بارت السلعة الكروية القطرية، فلم يعد لها ثمن؟ بل أين هي المواهب الكروية القطرية التي كانت تملأ الفرجان، يشاهد منتخب بلده ولا يعرف اسم أحد من اللاعبين الذين يمثلون بلده، لازالت ذاكرته مع خالد وطالب بلان ومبارك فرج وعيسى محمود وصالح صقر وغيرهم، لا يصدق ما يقال عن أسعار اللاعبين اليوم، يكاد يبكي زمانه وهو الذي دفع نصف مدخوله ليشارك في إقامة ناديه في منطقته ولم يطلب مقابلا، يقف مشدوهاً أمام ما يسمع» مثليين» قادمون من يشرح ويوضح له، ماذا تعني هذه الكلمة، يشاهد علماً متعدد الألوان يتحدث الجميع على أنه من ضرورات إقامة هذه التظاهرة وهو الذي لم يعرف سوى علم بلاده ونشيدها الوطني، يتحدثون عن مناطق مخصصة لـ أولئك المشجعين القادمين مع عاداتهم وتقاليدهم ونهجهم في النصر والهزيمة. يتمنى لبلده الخير ولكنه يريد أن يستبقي شيئًا من قطر لقطر، يصفق للجانب الإيجابي من إقامة بنية تحتية رائعة يفخر بها، ولكنه يخشى الجانب السلبي ليس في آنيته خلال شهر التظاهرة، ولكن في ديمومته، حيث لاحظ مؤشرات ديمومة لبعض التوجهات تحمل في طياتها بعداً ثقافياً. سيقف مع إقامة بطولة كأس العالم من أجل بلده، ومن أجل قيادته لكن سيرفض مثل هذه الأخلاقيات وسيتحمل عبئها كآنية عابرة ضمن شروط وقوانين الدولة لا كأخلاقيات تزرع في أرضه، ويتربى عليها أحفاده، يسمع عن سفراء لكأس العالم، ويعتبر نفسه سفيراً لبلده منذ أيام استاد الدوحة لعب فيه وحضر مناسباته وسيظل وفياً له ولجيله، كما عاش أروع أيام استاد خليفة، ويشاهد بأم عينيه اليوم روعة الملاعب الجديدة، كان سفيراً بلا مقابل، ولو ذكر له أحدهم ما يتقاضاه سفراء كأس العالم اليوم من مبالغ اثراً لذلك لما حرك ذلك في نفسه شيئًا لا يعني ذلك للمخلص والمحب لبلده شيئًا، يريد فقط من المسؤولين بعد هذه التظاهرة العودة والعناية ببراعم البلد، كما كان الوضع سابقاً، حبذا لو أكاديمية اسباير كان نصف أبنائها من فرجان قطر، اتركوا اثراً من الماضي في تحديث اليوم، ونقبوا في أرض قطر عن براعمها قبل أن تستوردوا بذوراً لتزرعوها، حيث البذر يحن إلى أرضه مهما طال به الزمن، لا تجعلوا من أرضها يباباً، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. نصيحة القطري القديم، عاشت قطر وقيادتها وشعبها الأبي.