13 أكتوبر 2025

تسجيل

التطبيـع النــاعم !

26 يونيو 2019

كتبت تغريدة بالأمس: (اعذروا " جزيرة الريتويت " فهي مجرد " جس نبض " ترميان بها كل من أبوظبي والرياض قبل أن تعلنا موقفهما الرسمي من كل قضية تستنكرها الشعوب الخليجية والعربية وتجدها مخلة مثل التطبيع مع إسرائيل الذي ابتدأته علانية البحرين من خلال مؤتمرها وتقيمه الإمارات والسعودية سرية نراه مثلا في كلمة " شالوم " الإسرائيلية التي وضعتها أمانة مكة على مشارف المسجد النبوي في المدينة المنورة ) ! فقد اعتدنا منذ إعلان حصار قطر والذي بدأته المنامة أيضا أن تكون البحرين أول من يتصدر الموقف قبل أن تنضم لها كل من الرياض وأبوظبي والقاهرة في هجمة تسعى من خلالها هذه العواصم الغادرة لأن تتلقى البحرين كل الضربات الأولية قبل أن تباشر هي بإعلان نفس الموقف وتعزز منه، ولذا يأتي مؤتمر المنامة الذي بدأت تمائمه بالانعقاد منذ يومين في العاصمة البحرينية بمشاركة معلنة لممثلين من الكيان الصهيوني في إعلان لبدء العلاقات البحرينية الإسرائيلية بشكل رسمي وواضح وتمهيدا لتنفيذ صفقة القرن التي من شأنها أن تدمر كل الحقوق الفلسطينية بأرضهم ومقدساتهم وتمكين هذا الكيان المحتل من اغتصاب هذه الأراضي وتلك المقدسات التي لا تخص الفلسطينيين وحدهم بل يجب أن تخص كل عربي ومسلم، وعليه باركت تل أبيب وواشنطن هذا المؤتمر الذي بدأت بذرته في المنامة لكنه سيكبر ويضرب بجذوره العميقة في قلب الأرض الخليجية كما تروج لهذا كثير من الشخصيات الإسرائيلية أهمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يصرح بين الفينة والأخرى أنه حريص على إبقاء علاقات " بلاده " السرية مع حكومات ودول خليجية بناء على رغبة الطرف الآخر حتى موعد إعلانها رسميا، ولا أظن أن ورشة البحرين إلا بدء لهذا الإعلان الذي تنتظره إسرائيل وهذه الدول الخليجية التي زجت بالبحرين لتكون المستنقع الأول لنشر هذه العلاقات التي لن تبرأ منها كل من الرياض وأبوظبي الغارقتين بلاشك في وحل هذه العلاقات المشبوهة مع هذا الكيان المتبجح والذي استولى على كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة له وأهمها القدس الشريف الذي بات عاصمة له في وقاحة وصفاقة كان وراءهما الاعتراف الأميركي السافر بهذا ونقل سفارة واشنطن إلى مدينة القدس بعد أن كانت قابعة في تل أبيب المأخوذة من الأساس غصبا من أرض فلسطين منذ استيطان هؤلاء على أرضها منذ عقود طويلة وإعلان أنفسهم دولة وهم في الحقيقة مجرد كيان محتل لكن وللأمانة فإن مد بعض الدول العربية يدها لإقامة علاقات معه عزز من الشعور بأنها دولة لقت اعترافا أميركيا وأوروبيا وغربيا وعالميا وأمميا وباتت القضية هي تقاسم الأرض مع فلسطين وإقامة دولتين على أرض واحدة هو ما جعل كل الأمور تسير إلى ما نراها اليوم من زرع إسرائيل في العمق الخليجي وسيتعمق بصورة أكبر وبشكل علني أضخم مع عقد هذا المؤتمر الرسمي في المنامة التي يتفاخر وزير خارجيتها المنتفخ في تويتر بالدفاع عن إسرائيل في كل واردة وشاردة يدين الغرب فيها الموقف الإسرائيلي لكنه يلقى من هذا الوزير استبسالا مضنيا في الدفاع عنها للأسف !. أعلم بأن معظم الدول الخليجية تسير لإعلان علاقاتها مع إسرائيل إلا من رحم ربي لكني أرى الهجوم الإسرائيلي على موقفي كل من الدوحة والكويت من هذا التطبيع الناعم ووقوف هاتين العاصمتين الخليجيتين العربيتين المسلمتين مع الحق الفلسطيني المغتصب من هذا الكيان وموقفهما الذي لا تخطئه العين فور الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة إسرائيل وتأكيدهما على أن للفلسطينيين حقا يجب أن يعود وأن دمائهم حرام على الإسرائيليين الخوض بها كما يفعلون بطيرانهم الغاشم في كل لحظة ووقت خصوصا على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 لا سيما وأننا في الدوحة نلقى كل حرية مكفولة للجميع في استنكار أي مشاركة إسرائيلية رسمية في أي بطولة عالمية تقام في قطر لا دخل للدوحة في تحديد هوية وجنسية من يتأهل للمشاركة فيها فإنما هي بلد مستضيف ومنظم للبطولة لا غير، لكن غيرتنا على الحق العربي الذي دنسه هذا الكيان يجعلنا نرفض تواجده على أرض تدين في كل محفل دولي رسمي الممارسات الإسرائيلية الظالمة بحق إخوتنا في غزة الباسلة ولا تداهن أو تماطل في المطالبة بحقوقهم ولا تخفي مساندتها المشرفة لحق المقاومة الفلسطينية ومساعدتها بالمال والغاز والدواء لتيسير أمورهم وظروفهم الصعبة هناك، ولذا من تهاجمه إسرائيل فاعلموا أنه على حق ومع فلسطين والحمدلله أن جعلنا الله في هذا الصف المشرف ولندع الصف الآخر يتآمر في صفقة قرن لن تتم بإذن الله. ◄ فاصلة أخيرة: فلسطين عربية كلها من النهر إلى البحر. [email protected]