17 سبتمبر 2025
تسجيلكنت أستمع يوم 19/6/2016 (14 رمضان الكريم) بعد الساعة الواحدة والنصف ظهرا إلى حديث ديني يقدمه شخصان. أحدهما يبدو من خلال لهجته أنه من منطقة الشام أو لبنان. ولقد استفزني هذا الشخص لأنه لا يجيد نطق الحروف. ونحن ندرك أن بيان القرآن الكريم وإعجازه في حسن نطق الحروف والكلمات كي يستقيم المعنى ، وأن أي خلل في توصيل سلامة الحرف يعني تشويه المعنى. لكن المشارك في تلك الحلقة قد خالف وشوَهَ كلمات القرآن الكريم وما جاورها أثناء حديثه من أحاديث نبوية أو توجيهات عامة. وكان يحوّل "الثاء" إلى "سين"، ويحوّل "الذال" إلى "زين" ، ويحوّل "الظاء" إلى "زين" وهكذا. ولقد جاءت بعض كلماته كالتالي: - إن "اللزين" آمنوا....- إن "سلاسة أرباع" العالم......- "كزلك" في سورة يوسف.....- لقد شبعت الأمة من "الزُّل" والهوان...- "لزالك" أنصح.....- إن "سقتك" في نفسك....- وأنهم سيدعون "سبورا"....- وأن "المزايقات" التي يتعرض لها....بالطبع هذه عينة لنطق ذاك الداعية أو المفسر ، حيث لم يتسن لي تسجيل كلماته ، ولكن يمكن الرجوع إلى الحلقة والتأكد من ذلك. وهو يستمر على الطريقة نفسها في "لحن" غير مُحبب ومرفوض من كلام ذاك الداعية إلى آذان المستمعين ، بل في طريقة مُنفِّرة ما يجعل المرء يتحوَّل عن المحطة.نحن نعلم أن سلامة النطق ، وعدم وجود عيوب خَلقية في نُطق الإنسان، وسلامة جهاز التنفس من الأبجديات الأولى لدخول الإنسان دار الإذاعة والجلوس أمام المايكروفون. كما لا يجوز للشخص ( الألثغ) أو الذي يشوه مخارج الحروف أن يكون في الإذعة أو يكون مدرسا. مهما بلغ من علم ومعرفة ، لأن الصوت وسلامة النطق هو المعوِّل الرئيسي في نقل الأفكار والمواعظ والمعارف للمستمعين.وإذا كان البرنامج قد تم شراؤه من الخارج ، أي جاء جاهزا ، فنحن نعرف أنه يوجد في كل محطة مراقب للبرامج أو مساعده أو حتى رئيس قسم البرامج الدينية ، حيث لا بد من أن يستمع أحد هؤلاء للبرنامج قبل إقراره للبث. ويلاحظ تلك الملاحظات التي تشوه البرنامج ، وتُربك المستمعين ، بل ولا تليق بمكانة القرآن الكريم، أو البرنامج الدعوي.إن إعجاز القرآن الكريم في بلاغته وفصاحته ، وحُسن تلاوته . كما أن معاني القرآن الكريم لا تستقيم إلا بحُسن نطق الحروف! وكلما كانت الحروف واضحة وسليمة ، كان وصولها أنجح وأسرع إلى أذن المستمع.قد نتسامح مع ضيف يقلب "الراء" إلى "غين" في مقابلة قصيرة ، أو مع متحدث يقلب "القاف" إلى "غين" كما يفعل بعض الخليجيين وإخواننا السودانيون ، حيث يقول بعضهم: "مباركين على "الاستغلال" وهم يعنون "الاستقلال"، أو كما يقول بعض السودانيين الذي وصل للخرطوم : " أنا لساتي جاي من "غطر" (ويعني قطر) .. وهكذا.هذا يمكن التسامح معه ، لأنه لا يتكرر، حتى وإن كان في الراديو ، لكن أن يقلب داعية متخصص في الأمور الدينية والمواعظ بعض الحروف المهمة في اللغة العربية ببرنامج ديني توجيهي ، ويشوه مقاصد وكلمات القرآن والسنة ، فهذا لا يجوز التسامح معه ، ولا بد من إيقاف مثل هذه البرامج أو رفضها قبل شرائها أو الشروع في تسجيلها. ولربما كان البرنامج يوميا طوال الشهر الكريم.