أبناؤنا أمانة

تعزيز القيم في حياة أبنائنا من أهم واجبات الآباء قبل أن يكون من واجبات المؤسسات التعليمية وغيرها، وتعزيز القيم لا يأتي عن طريق التلقين، بل يكون عن طريق التربية الخلاقة والتنشئة الصالحة والقدوة الحسنة، يقال دائماً "إن من شب على شيء شاب عليه".ومن أهم طرق تعزيز القيم لدى الأبناء هي التربية الحسنة والتعليم والتدريب على الأخلاق والسنن الحميدة التي نود أن تكون بأبنائنا لنرتاح من الشقاء في الدنيا ونسعد بالثواب والأجر يوم القيامة، لأننا مسؤولون أمام الله عن عمرنا وأوقاتنا وكيف نقضيها، وعن أبنائنا وكيف نربيهم.سأذكر لكم من خلال أصداء هذه القصة وما بها من عبرة عظيمة:حيث قام أبو زيد البسطاني ‏يتهجد الليل، فرأى طفله الصغير يقوم بجواره فأشفق عليه لصغر سنه ولبرد الليل و‏مشقة السهر.فقال له: ارقد يا بني فأمامك ليل طويل.‏فقال له الولد: ‏فما بالك أنت قد قمت؟‏فقال: يا بني قد طلب مني أن أقوم له.قال ‏الغلام:لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي ‏الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك)، فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم؟فقال الأب: إنهم أصحابه.فقال الغلام: فلا تحرمني من ‏شرف صحبتك في طاعة الله، فقال أبوه وقد تملكته الدهشة، يا بني أنت طفل ولم تبلغ ‏الحلم بعد!!فقال الغلام: يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ ‏بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن ‏أهملنا في طاعته، فانتفض أبوه من خشية الله وقال: قم يا بنى فأنت أولى ‏بالله من أبيك.تعزيز القيم يأتي عن طريق القدوة الصالحة الحسنة و‏الآباء الملهمين الذين يمنحون أبناءهم حياة مليئة بالمهارات والخيرات بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن طريق المعاملة الحسنة والتعامل الراقي، ولنتذكر دائماً أن من "شب على شيء شاب عليه" فأنشئوا أطفالكم واخوانكم على طاعة الله فهو أصلح لهم ولكم، ودمتم سالمين.