15 سبتمبر 2025
تسجيلفي جلسة رمضانية في مجلس أحد الأصدقاء المكتظ بالمحبين لصاحب المجلس فاجأني أحد رواد المجلس قائلا : " ما عندك هموم تكتب عنها في الصحافة غير السياسة ومصائب العرب ،وتنافس المعلقين في محطات التلفزة ؟ " قلت لمحدثي اعطني موضوعا أتحدث عنه ليس سياسيا .قال تحدث عن مونديال كأس العالم المرتقب تنظيمه في دولتنا الحبيبة قطر عام 2022 .تحدث عن أهل الخير من أهل قطر وموائد الصائمين في كل عام في داخل قطر وخارجها ، تحدث عن منع وزارة الأوقاف لفتح مكبرات الصوت لنقل صلوات التراويح والقيام، مواضيع كثيرة تحتاج إلى الكتابة عنها . ( 2 ) قلت لرواد المجلس الموقر معقبا على حديث الصديق أبو مناحي : من قال إن موضوع " كأس العالم لكرة القدم لم يصبح موضوعا سياسيا ؟ صراع دولي محتدم هذه الأيام حول هذا الموضوع دول كبرى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا الاتحادية رموا بكل ثقلهم في موضوع مونديال 2018 ، 2022 ، تجري تحقيقات دولية في اتهامات لوجود رشاوى دفعت لكبار المسؤولين في منظمة الفيفا المختصة بأمر الرياضة في العالم . يبدو يا صاحبي أنك لا تتابع ما أكتب باستمرار ، فقد كتبت في هذا الموضوع مرارا دفاعا عن دولتنا العزيزة ، مفندا الاتهامات الموجهة ضد قطر ، وفي كل مرة تشتد فيها الهجمة الإعلامية علينا تجدني هناك مدافعا دفاعا مقنعا بالحجة والبرهان . وتحدثت في محطات إذاعية وتلفزيونية خارج قطر، وتحدثت وكتبت عن قطر وحقها المشروع في تنظيم تلك المظاهرة الرياضية العالمية في ندوات ومؤتمرات خارج قطر ردا على كل الاتهامات التي يريد مروجوها المس بدولتنا قطر حماها الله من كل مكروه . لا أريد أن أسهب فيما قدمت في هذا الموضوع كتابة ومناظرات متلفزة أو مذاعة بالراديو كي لا يتحول الحديث إلى دعاية لنفسي ، لكن الوقائع تشهد على مواقفي في الأزمات من ماضي الأيام وحتى اليوم .( 3 ) أما الحديث عن أهل الخير في قطر ، فأعمالهم تتحدث عنهم جزاهم الله خيرا ، ولديهم مكاتب إعلامية نشطة تنشر كل ما يقدمون من إطعام مسكين إلى علاج مريض إلى بناء مسجد وجامعة للدراسة ، وأيضا : كتبت في هذه المواضيع كلها وقدمت مقترحات عملية ، وقلت في بعض ما كتبت إن دولة قطر يجب أن تستفيد من تلك الأعمال الخيرية خارج الحدود لتقوية مكانتها في أي مجتمع تتواجد فيه وضربت أمثلة حية، منها الجامعة الأمريكية في بيروت ، والجامعة الأمريكية في القاهرة ، كيف بنيتا ومن أسسهما وما هي الأهداف التي تأسست من أجل تحقيقها وما هو الدور الذي قدمته تلك الجامعات في سياسة الشرق الأوسط، وناشدت الجمعيات الخيرية القطرية التي تتباهى ببناء مساجد في أكثر من دولة ، وقلت : إن بناء المساجد لا يكلف أموالا كبيرة ، لأن المسجد يتكون من أربعة حيطان ومحراب ومئذنة ، لكني دعوت إلى بناء مساجد تقاوم صولات الدهر وتكون على فن معماري يخلده التاريخ ويتحدث جيلا بعد جيل عن الهندسة القطرية، وضربت أمثلة بمساجد ومآذن اسطنبول التي يعرفها أهل قطر جيدا ، مساجد القاهرة ، ومساجد كثيرة حول العالم بنيت في عز النهضة العربية الإسلامية فلماذا لا يكون لنا بصمة على مر التاريخ . يجب ألا يكون الهدف هو بناء مسجد للعبادة فقط وإنما يجب أن يكون حول ذلك المسجد مراكز تعليم اللغة العربية وكذلك أي لغة أجنبية عاملة في تلك الدول ، إلى جانب معاهد متخصصة مهنية ، ومركز صحي مؤثث بأحدث الآلات والمعدات وأطباء أكفاء وتمريض على المستوى يعين الناس في علاج مرضاهم بأقل التكاليف، وأحيانا مجانا كما فعلت الجامعة الأمريكية في بيروت عندما أسست قبل قرن من الزمن، وبناء مجمع تجاري وغير ذلك من الأنشطة الحية ليكون المسجد محور تلك الأنشطة . يا صاحبي لقد تناولت تلك المواضيع بهم وطني قطري وليس من أجل الكتابة في الصحافة فقط . وعلى كل حامل القلم أن يكتب ما ينفع الناس ويرشدهم لعمل الخير وأن يكون الهدف إلى جانب عمل الخير لوجه الله أن يكون ذلك العمل من أجل بناء مكانة وسمعة لقطر يخلدها التاريخ .( 4 ) وما جاء في شأن قرار وزارة الأوقاف بإغلاق مكبرات الصوت في المساجد إلا للأذان والإقامة فإني أتفق مع ذلك القرار وأدعو أن يبقى مكبر الصوت مفتوحا داخل المسجد ليسمع المصلون إمامهم في الصلاه الجهرية أو تكبيراته في أداء الصلاة .وسببي في ذلك الاتفاق مع الوزارة في إغلاق مكبرات الصوت الخارجية هو احترام وتقديس للشعائر الدينية الإسلامية ، فمحيط المساجد ليسوا كلهم من المسلمين، وحول المساجد أناس منهم المريض ومنهم من لا يريد أي صوت لا يفهم لغته ومع الأسف إن كثيرا من الأئمة وهم على منابر الجمعة يرفعون أصواتهم حماسة لما يقولون ومكبرات الصوت مفتوحة، وهنا نقع في الخطأ . إن دور الإمام دور وعظ وإرشاد وتثقيف بالتي هي أحسن، إن دوره تأليف القلوب بصوت حنون ولغة فصيحة يفهمها الكبير والصغير . آخر القول: كان رواد مجلس الصديق العزيز مستمعين ووافقني الكثير منهم فيما قلت، ولكن حياتنا كلها سياسة، أي فن التعامل مع الآخر، ومس قضاياه وتنبيه صانع القرار لأمر ما قد يكون غائبا عنه لكنه يحتاج إلى التذكير.