20 سبتمبر 2025

تسجيل

مع رمضان ضد العدوان

26 يونيو 2014

تتسارع الساعات عجلى لتحط بمن قدر الله له في رحاب خير الشهور رمضان، وصرنا نترقب حلول الشهر الفضيل، وما أحوجنا إلى حسن استقبال أيامه ولياليه، بما اختصه الله من مزايا عظيمة وما يحمله إلينا من خيرات وبركات؛ فكم قصرنا وأعرضنا وانغمسنا في أوحال الدنيا الفانية وزخارفها الزائلة، ليأتي المطهر رمضان فيزيل عنا آثار الخطايا وأغلال الذنوب بفضل وكرم الكريم المنان، ولذلك فإننا مطالبون بتهيئة الأجواء والوسائل المعينة على إدراك رحمة الله ومغفرته خلال هذا الشهر الثمين والتصدي لكل ما يشغلنا عن تحقيق أهدافه ومراميه الغالية النفيسة. وهنا لابد من وقفة نتضامن فيها مع الشهر الفضيل ضد من يسعون في عناد ومجاهرة إلى صرف عباد الله عن رحمة الله في أقدس شهور الله، وأعني بهم ذلك الفريق الذي استمرأ على أشغال الناس وصرفهم عن مقاصد رمضان ومعانيه العظيمة بكثرة الملذات الحسية وإشاعة الفواحش والمنكرات بالحفلات والسهرات والأفلام والمسلسلات، وقد هيأ له المنسوبون للإعلام وقنواته فرصا سانحة، مما يعرف بالفوازير والجوائز الكبرى، والحصول على وجبات إفطار وسحور في أفخم الفنادق والأماكن السياحية، وتحت قباب خيام الفسق والفجور المسماة زورا وبهتانا بالخيام الرمضانية على أنغام الموسيقى المصحوبة أحيانا بالرقص الشرقي (الأصيل)، مما شاع وعم كعرف سنوي ملازم لشهر الطاعة والمغفرة!! وقد يقول كثيرون: وما الجديد في هذا الشان؟. فهل يقف دورنا على الإقرار باستمرار هذا العدوان الصريح على شهر الخير كلما أهلّ علينا، دون أن نبذل كل ما نستطيع للتصدي لهذا العدوان ومنعه قبل أن يتكرر ثانية من فئات اختاروا لأنفسهم أن يكونوا أعداء للشهر الفضيل؟! ولذلك، فلابد أن يجتهد كل منا على نفسه أولا ثم على من استرعاه الله عليهم من الأهل والأولاد والخدم، وأن يجند قنوات التواصل الإعلامية وبقية الوسائط المؤثرة لتشكيل قوة صد منيعة في وجه أولئك المعتدين الذين اتخذوا من ميدان إعلام الفساد ونشر الرذيلة مرتعا خصبا يمارسون فيه فسادهم وينشرون سمومهم، بما يبثونه من غثاء قنوات الفضاء الهابطة التي تستحق الإلغاء وطردها من بيوتنا إلى غير رجعة، ولتكن البداية من هذا الشهر المبارك. قال الله تعالى في سورة النساء: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما). إننا أمام فرصة العمر، بالعزم على استثمار أيام وليالي شهر الخير في تحقيق هدف التقوى الحكمة الأسمى من رمضان. اللهم بلغنا شهرك الفضيل وأعنا على صيامه وقيامه واكتبنا فيه من الفائزين. تساؤلات مواطن: # هل شرع الله تعالى لنا شهر الصيام حتى إذا مضى نصفه اتخذوا منه لهوا ولعبا وطربا، بما يسمى ليلة الكرنكعوه لدى أولئك الذين يريدون لأمتنا أن تكون أمة احتفالات موسمية وتتحول ديانتها إلى طقوس و(مهرجانات وأوبريتات) بحجة الاحتفال بليلة (الكرنكعوه) وإغواء الأطفال والفتيات بالرقص والغناء وسماع الموسيقى في شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن؟! وإعلان إقامة هذه الفعاليات في ليالي رمضان، علما بأن أكثر المتشدقين بتلك المسميات يجهلون معانيها وبعضهم يعرف مغزاها، لكنه يتستر خلفها لأغراض خبيثة ماكرة! # لماذا يتكررإعلان تجاري عبر برنامج إذاعي وطني بأسلوب ركيك الصياغة تردد فيه إحداهن قولها: (اجعل حياتك أسهل) وتنطق حياتك بالرفع، رغم أنها مفعول به!، لترسخ مفهوما سلبيا أن حب المال مقدم على كل شيء حتى لغتنا الجميلة، وأن التدقيق اللغوي مؤجل إلى إشعار آخر في حال الإعلانات.