14 سبتمبر 2025
تسجيلكما أن لكل أزمة تحل بأي أمة ويلات ومآسيَ فإن لها فضلاً كبيراً في كشف النوايا وما تُخفيه الصدور، تماماً مثل ما نراه الآن يحدث أمام أعيننا وما كشفته الأزمة السورية من ملفات ما كانت لتظهر أمام الملأ لولا اندلاع هذه الحرب، تكشّفت الأقنعة التي كان يضعها أعداء الدين وسوريا العروبة وتوافقت نوايا أعداء سوريا من خلال تحالفهم مع نظام المجرم بشار، وأصبح حتى الذي لا يفقه ما يدور على أرض الواقع متمكناً في ربط الأحداث ببعضها البعض وما تحبكه لغة العقيدة والمصالح المشتركة في إيصال سوريا إلى ما هي عليه من الخراب والدمار!!. في مقالة له في إحدى الصحف الخليجية أفتى لنا الدكتور عبدالحميد الأنصاري بأنه لا يجوز أن نربط ما يفعله حزب الشيطان اللبناني بالفكر والعقيدة الشيعية وأن هذا الحزب يأتمر لإيران وينفذ أجنداتها في المنطقة، وأنه لا علاقة له بالفكر الشيعي أبداً!! ونسيَ الدكتور أن ما يحدث الآن في سوريا لم يكن ليحدث لولا هذا التوسع الشيعي في المنطقة وبروز النفوذ الإيراني الذي قام منذ ثورته الخمينية على مبدأ التوسع في التشيع بكل الوسائل، واستطاعوا أن ينجحوا في هذا التوسع مع انحسار دور الدول العربية ذات الأغلبية السنية، التي لها ثقل في المنطقة كالسعودية ومصر، خاصة بعد احتلال العراق عام 2003، وهيمنة الأحزاب الشيعية على السلطة في العراق تحت مباركة ووصاية إيرانية خالصة!!. وكما يقول الكاتب السعودي صالح الشيحي "إنه من أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج وعلى رأسها السعودية خلال السنوات العشر الماضية (2003 — 2013) أنها أدارت ظهرها للعراق، فقدمتها دون أن تقصد بمكوناتها ومؤسساتها كافة هدية ثمينة لإيران"!!. وهذه للأسف هي عين الحقيقة وهي التي قصمت ظهورنا في الوقت الراهن، فنحن من سمحنا لإيران أن تحتل العراق ونحن من سمحنا لهم بالوصول إلى اليمن ودعم الحوثيين ونشر التشيع فيها، بل وصل الأمر في اليمن إلى أن من نجحت إيران في تشييعهم تُقدم لهم المبالغ الطائلة لشراء مئات الهكتارات من الأراضي!! ألا يدعو هذا الأمر إلى التوجس مما تخطط له إيران من خلال جهودها في تشييع آلاف الفقراء الذين لولا الفقر والحاجة وما تُقدم لهم إيران من إغراءات لما تشيعوا وأصبحوا جنوداً مجندين لخدمة المد الصفوي في المنطقة!!. الأمر جد خطير وبعض مثقفينا وبعض كتابنا لا يعون أن الشيعة وفي عقيدتهم يحملون في قلوبهم غلاً وحقداً على أهل السنة، وهذا الأمر مُعلن من الكثير من ملاليهم، ولم تُجد التقية التي يتخفون خلفها من إخفاء هذا الأمر، فلا تتفلسفوا وتدعوا أنكم ضد الطائفية وأنتم ترون بأعينكم ما يحدث لأهلنا في الشام والعراق واليمن والأحواز وغيرها كثير على أيدي أصحاب هذه الملة الخبيثة!!. يحدثني أحد المشايخ الأجلاء بأن التشيع وصل إلى البوسنة والهرسك وإلى إفريقيا ورغم أن البذرة الأولى كانت لعلماء السنة وجهود بعض الدول كالسعودية والكويت وغيرهما من الدول فإنها غابت عنهم ونَشُطَ الشيعة بدورهم ووظفوا ما يملكونه من مال ورجال من أجل نشر عقيدتهم، فالبوسنة والهرسك على سبيل المثال اختلط دماء أهل السنة بدمائهم عند حربهم مع الصرب ولم يكن للشيعة أي وجود لكنهم عندما تحرروا من الظلم غُيب أهل السنة عنهم فقطف الشيعة هذه الثمرة واستغلوها لصالحهم، ونحن في سبات عميق!!. *فاصلة أخيرة لمصر والسعودية ودول الخليج دور كبير في مواجهة هذا المد الشيعي، الذي يسعى بكل ما يملك إلى الهيمنة على المنطقة، فإن ضاعت سوريا - كما ضاعت العراق - فوالله سيضيع الحرمان الشريفان ولن تقوم لنا قائمة حتى يأتي من بعدنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه!!.