14 سبتمبر 2025

تسجيل

عبقرية حمد

26 يونيو 2013

ينتاب جميع أهل قطر شعور بالحزن والفرح في آن واحد.الحزن بدافع الحب لانهم يرون أن قائدهم الذي أحبوه وألفوا وجوده بالقرب منهم قد يتوارى عنهم بعد أن تنازل عن الحكم لسمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى الجديد. اما الفرح فبتولي سمو الشيخ تميم مقاليد الحكم في البلاد وهو يستحق من الجميع الفرح له وللوطن بهذه الخطوة التي تفردت بها قطر وتميزت وجاءت بما لم تجئ به الامم لتصبح قطر قدوة في كل الاعمال المتفردة على جميع المستويات. وبغض النظر عن تحليلات المحللين وتخيلات المتخيلين وشطحات الحالمين وتنبؤات المتنبئين، الذين قد يفسرون الامور بغير حقيقتها ويعطونها طابعا خارجا عن سياقها.. فان قطر بقيادتها الرشيدة الحكيمة عرفت الحكمة وطبقتها قولا وعملا، ووضعت الجميع أمام فعل حكيم ودرس قد لا يصدق خاصة في ايامنا هذه التي أصبح فيها الكثير من الحكام بل غالبيتهم خاصة في عالمنا العربي، يتشبثون بالسلطة ويستمرون فيها لا لصالح شعوبهم وتحقيق مطالبهم والسعي لتأمين الحياة الكريمة لهم، بل للاستفادة من السلطة ونهب خيرات شعوبهم ودكهم بالنار والحديد ان هم عبروا ولو بالكلام عن مطالبهم المشروعة، ليستمروا في مواقعهم حتى الموت.. وهي سياسة أصبحت بالية ولا تتناسب مع تطور العصر ومتطلبات أهله. ان الكثيرين حائرون ويتساءلون: هل ما تم في قطر واقع أم خيال؟ ولهؤلاء مبرراتهم وهم محقون فقد جرت العادة الا يترك الحاكم منصبه في غالبية بلدان العالم الثالث حتى يغلبه الموت، لكن أن يسلم قائد عربي السلطة وهو لا يزال في قمة عطائه وفي صحة ممتازة وشعبه يدين له بالكثير من الحب والود والاحترام؛ فهذا ما يحير العقل. إن سمو الشيخ حمد بن خليفة خلال سنوات حكمه كان قدوة أهل قطر وأمل الشباب العربي الذين وجدوا فيه القائد الحقيقي لاي تغيير قد يحدث في العالم العربي.. وهو ما اثبتته الايام فعليا. وها هو اليوم يجسد ويؤكد أنه سيظل القدوة والشخصية التي ستلهم الجميع المعاني والقيم السامية والافعال البطولية، التي لا يرقى اليها الا القليل من الرجال على مر العصور، وهو ما فعله القائد الرمز سمو الشيخ حمد بن خليفة.. ليأتي من بعده سمو الشيخ تميم ليكمل المسيرة المباركة بروح الشباب وقوته وعزمه لتظل قطر في المكانة التي تستحقها بين الامم.