05 أكتوبر 2025

تسجيل

ستبقى في وجداننا يا أمير الحرية

26 يونيو 2013

دخل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني السجل الذهبي لحكام قطر الكرام، منذ عهْد المؤسس المغفور له الشيخ جاسم بن محمد ليسجل بأحرف من نور كاسم ثامن في سلسلة الحكام الذين تعاقبوا على حكم دولة قطر، بعد أن آلت اليه مقاليد الحكم من تنازل مبارك من والده الشيخ حمد بن خليفة، وهي ما شكلت بادرة نادرة قلما نجد لها مثيلاً على امتداد تاريخنا العربي المعاصر، الذي تعج سجلاته بأحداث وصراعات واغتيالات وانقلابات يكون مصدرها غالبا الحكام لتمسكهم وتشبثهم بالسلطة. صراع السلطة بين الزعماء السياسيين في أيامنا هذه وزعماء الأجيال السالفة، فندها الوزير الأمريكي للشؤون الخارجية هنري كسنجر في إحدى دراساته، قائلاً: "يسعى الزعماء السياسيون عادة إلى النجومية بدل البطولة.. فبينما يسعى النجوم إلى الحصول على موافقة ورضى الآخرين، يستغني الأبطال عنهم، وبينما تتوق النجوم إلى الإجماع يحدد الأبطال أنفسهم من خلال تقديرهم لمستقبل يرون أن مهمتهم ضمانه، وبينما تسعى النجوم إلى وسائل وتقنيات تحصل من خلالها على الدعم، يسعى الأبطال إلى نجاح يكون نتاجاً لقيم كامنة"، هذه المقولة التي وثقها السياسي المخضرم في كتابه: "رجل الدولة.. مصطلحات سياسية" تؤكد بريق السلطة وأثرها في نفسيات القادة من الذين يسعون إلى مجد زائف، وهم أولئك الذين وجدوا أنفسهم أخيراً في مزبلة التاريخ. إنجازات حافلة بالعطاء المتجدد شهدتها دولة قطر، منذ انطلاقة نهضتها الحديثة عام 1995 والتي كان وراءها قائد فذ، حباه الله بكثير من الخصال، بوأت له الزعامة، وجعلته يمتلك (كاريزما) حقيقية، منها قدرة خارقة على الإقناع، وعلم واسع، وشجاعة، وتعدد مواهب كسياسي محنك، يتصف بالذكاء والحنكة والتبصر، رجل تواصل، يجيد التعاطي مع وسائل الإعلام، وصاحب نظر استراتيجي.. لا نزيد من صفات على هذا القائد الذي حرك المسيرة ليضع قطر في مصاف الدول المتقدمة، هذا هو "حمد بن خليفة" الذي سيسجل له التاريح شجاعته، بأن سلم الأمانة عن طيب خاطر، وبرغبة صادقة، لإعطاء الفرصة لجيل الشباب ليكملوا المسيرة بروح متحفزة وقادرة على حمل لواء النهضة، التي انتقلت مسؤوليتها لخلَفه الطيب؛ سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. مضت دولة قطر قُدماً نحو تثبيت أركانها، وشهدت قفزاتٍ نوعية في التنمية والتطور، والخطوات الجسورة على صعيد العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.. وهذه الركائز يجب أن نحافظ عليها.. فيداً بيد مع سمو أميرنا المفدى، للسير قُدماً بخطىً واثقةٍ في هذا العهد الجديد، الذي يستند إلى قواعد العلم والتكنولوجيا والإدارة المتطورة. وسلامتكم