13 سبتمبر 2025

تسجيل

الفن في شِباك السياسة

26 مايو 2022

بعد الثورة في مصر سنة ٥٢ حاولت قيادة الضباط الأحرار ايامها ايجاد جيل من الفنانين والمطربين يمثلون توجهاتها ورؤيتها آنذاك، ففي الأغلب كرست افلام اسماعيل يس التي حملت اسمه مثل اسماعيل يس في الجيش وفي البوليس … دعاية للقوة العسكرية ودعاية للنظام الجديد، وتصادف ظهور العندليب الاسمر مع قيام الثورة فتبنته الثورة وأصبح صوتها بأغانيه واناشيده، وكلما حاول التنصل أو التأخر دفعت باسم جديد لكي ينافسه حتى يعود وأحد أشهر هذه الاسماء فنان كان اسمه كمال حسني صوته رائع جداً وكان وراء دفعه وإبراز اسمه موسى صبري وهو أحد صحفيي الثورة الكبار للضغط عَلى عبد الحليم حافظ وتم تمويل فيلم له كبطولات ولحن له الموجي أغنية اشتهرت كثيراً اسمها "غالي عليا" واخرى بعنوان" عند بيت الحلو هدي حبتين" صوت جميل وشكل وسيم وكان في الاصل من عشاق عبدالحليم وعندما اكتشف انهم استغلوه ليحاربه والوشاة به، اكتأب واعتزل الفن تماماً وهاجر الى لندن وفتح مشروعاً تجارياً هناك وقد توفي قبل سنوات قليلة المطرب الآخر الذي دفع به لمحاربة عبدالحليم هو ماهر العطار وهو صوت رائع كذلك ودفع به الموجي عندما تخاصم مع عبدالحليم توفى قبل أقل من سنتين وله أغنية شهيرة وجميلة "داب قلبي" وتقول بعض كلماتها داب داب قلبي بالشوق ولا تاب قلبي واعملت حجاب لهوى الاحباب ولا تاب قلبي قالوا الهوى له محكمة رحت اشتكيت قدمت شكوى ومظلمة وكمان بكيت وبعد ما طال الغياب القاضي يوم الحكم غاب كذلك كان هناك صوت رائع لمطرب اسمه عبد اللطيف التلباني في نفس الفترة له بعض الاغاني الجميلة ومثل فيلماً أو فيلمين من أشهر أغانيه "من فوق برج الجزيرة الله عَلى سحرها" تمجيدًا للقاهرة والزمن الناصري وأخرى عنوانها "اللي روحي معاه، كان وسيماً وصوته جميل نهايته مأسوية مع جميع عائلته اختناق في شقته التي كان يسكن فيها وحامت حول الحادثة شكوك لكن لم تصل الى نتيجة جنائية. أيضاً كانت هناك حرب خفية تديرها أطراف من السلطة ومن بعض الفنانين والملحنين بين عبد الحليم ومحرم فؤاد وقد اتهم محرم فؤاد عبد الحليم انه يحاربه ولا يتيح الفرصة لغيره ومات عبد الحليم وبقي بعده محرم فواد عشرين عاماً لم يحتل مكانته، بل إنه قال عنه انه حمل راية الغناء معه ورحل، هكذا الدنيا صراع مع أنها تتسع للجميع ولا أحد يسرق مكانة أحد. لكن السياسة والمصالح كثيراً ما تنسج شباكها حول الناجحين لتوظفهم أو لتسقطهم.