12 سبتمبر 2025
تسجيلموعد وشيك وتحسم نتائج ما يقال انها انتخابات رئاسية في مصر . تفاعلت معها بضرواة الأغنية والرسائل الشاتمة والموسيقى وهز الوسط لأول مرة في تاريخ خطاب شعب عربي مثقف. صدمة سياسية ان تتعثر الديمقراطية ومكوناتها وسياساتها على رؤوس الأشهاد، وصدمة أكبر أن يترنح الإعلام خلف ترنح السياسة، لعل أكبرها علينا إعلاميا أن يستضيف منتدى دبي للإعلام في دورته الثالثة عشرة مؤخرا شهيرة التواصل بالرسائل الإنجليزية الركيكة الموجهة الى اوباما حول رئاسة مصر المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحولت بقدرة قادر الى بطلة إعلامية قد يقبلها البسطاء في الرسائل بينهم كإفراز شعبي مضحك، أما أن تكون ضيفة منتدى عربي كان له وزنه.... حقيقة إنها لسقطة إعلامية كبرى في معيار المهنة، أوليس التبرير كما نقلته وسائل الإعلام عن رئيسة تنظيمّ المنتدى : (أنها "نجمة"؟ )رحم الله الكلمة والرسالة والوسيلة.... أيها الإعلاميون: انبذوا خبراتكم وعودوا إلى مضاجعكم وكبروا الوسائد، وإذا أردتم إلى الإعلام سبيلا فما عليكم إلا بوصفتين: قليل من الشتم والهزل، أوهز الوسط.هذا وقد انتابتنا قبلها حالة من الغرابة والأسف على تطويع الرقص الحي في اخراج جديد ل أغنية وددت سماعها بلهجة مغنيها الخليجية ولكن لا الومه او الوم سياسة موجهة من بلده كما علمنا أنها إهداء سياسي كما يقول مغنيها" ل588 ,82,196 مليون مصري داخل وخارج مصر". بل وللتصحيح إنها رسالة سياسية مسيسة ووسيلة تعبوية سريعة ونافذة ل 94 مليون نسمة خارج وداخل مصر هذا حسب آخر احصائية.... تسييس لنسبة كبيرة طال تشويه صورة الطرف الآخر لديها في ظل حملة إعلامية واضحة وفي ظل ظروف سياسية مصيرية حاسمة مرت ولا زالت تمر بها مصر وسعت وتسعى إلى ان ينطلق بقية شعبها المتعلم المثقف والأمي والجاهل الى خوض ما سمته صناديق اقتراع وهمية بين مرشحين غير متكافئين وسياق غير انتخابي وعملية غير ديمقراطية وغير واضحة المعالم لا تستدعي إعمال الفكر حتما بقدر ما تحتاج إلى أغنية وإنتاج وإخراج يصل إلى سمع ونظر كل فئة تحت خط الفقر والأمية تنظر الى " الشخصية المهداة إليها" على أنه المخلّص والمهدي المنتظر. جهود الوحدة الوطنية مطلوبة لأي وطن على أن تكون الجهود في ظل نقلة ديمقراطية حقيقية متكافئة ،كنّا نتمنى أن تقدم مثل هذه التحركات التعبوية وغيرها على مستوى المنح والمساعدات لمصر الشقيقة منذ حصاد ثورة الشباب في 2011 أي أن تقدم لمصر الوطن و لمن صنع الثورة الحقيقية وأراد لمصر الحياة الديمقراطية الشريفة والكريمة منذ الدعوة لأول انتخابات ديمقراطية ظهر فيها الترشح والتنافس الشعبي بمفهومه الحقيقي لا الانقلابي،والبرامجي لا الخاوي.المتأمل لتوقيت وأغاني وجهود ومساعدات البعض بعد عزل الرئيس المنتخب سيجدها تزامنية مع الفارامانات العسكرية تبعتها تحركات عاطفية تغييبية للعقول بأغينة باللهجة المصرية "ودي بشرة خير" عرفت العزف على وتر الشحذ والتعبئة ، إذ ليست هذه الأغنية الوحيدة التي تبعت عهد العسكر وصدحت بتسييس واضح "حول أم الدنيا" وليس "لها"، وبين كلمة "حول مصر" و ليس "لها" فرق كبير للمتأمل المتبصّرفي المعاني العربية . حيث قدّم قبلها منذ 2013 أي منذ تسييس مصر اغاني وطنية لم تقدم لمصر الحيبية كوطن عربي وبلد ينشد الوحدة الوطنية والتمثيل المتكامل ولكنها قدمت لتمجيد جنرال عسكري وعساكر مثل أغنية "تسلم أيدينك" خصوصا اذا تمعنا بكلمات الأغنية مثل "إنك كبيرها" وسلّمنا بان جمهورية مصر العربية مقبلة على مرحلة تعسفية للانصياع لقيادة "الانقلاب" وبجهود واضحة ومسيسة ماديا وعسكريا وإعلاميا بل وغنائيا بصوت خليجي لأفيون "المخلص" من فوضى خلقها هو "الجيش" لعدة اسباب:الأولى: ان المرشح للحكم هو ذات الفرد الذي انقلب على الحكومة المنتخبة وابدى عدم نيته الترشح للرئاسة بل زعم ان هدفه هو حفظ مصر وشعبها ومن ثم بدا واضحا منهجه المبرمج مع الدول الداعمة إلى الإطاحة بالشرعية وتصفية اي معارضة بالحكم عليها بالإعدام او السجن دون محاكمات وتاجيل كل محاكمة الى ان ينتهي الانصياع وهذا واضح حتى في تأجيل محكامة الصحفيين المحتجزين دون جرم يذكر الى حين الانتهاء من تنصيبه.ثانيا: ان العملية المزمع حسمها هذين اليومين لم تتوفر فيها صفات وشروط العمليات الانتخابية الديمقراطية في الجمهوريات فلا وجود لمرشح آخر سواه وما كان من عرض "حمدين صباحي" كمرشح إلا منظر شكلي لذر الرماد في العيون ولاستكمال بروفة شكلية لاقناع الشعب المصري ان العملية صحية وانها تسير وفقا للأنظمة الديمقراطية ولإضفاء غطاء عليها أمام المجتمع الدولي. وأخيرا: إن الانصياع مبرمج سلفا بدليل تصريح "صبّاحي" لقناة الحياة المصرية منذ اسبوع "ان الدولة والإعلام منحازان لصالح المرشح الآخر" وهذا التصريح في التحليل البديهي لا يحمل فقط قصور في ذكاء صباحي في تسويق نفسه وشحذ داعميه ، بل في تغابٍ وتذاك مقصود في آن واحد لتوجيه للشعب المصري لمسار للانصياع. وإنني لأتساءل هنا: كيف يصرح صاحب حملة - يفترض ان تكون مدوية تنافسية- بهذا الانكاسر الذريع والفشل المحتوم الا اذا كان ترشحه عملية شكلية ممنهجة ومبرمجة.أتمنى لمصر العروبة كل التوفيق والخير ، بل بودي ان استبشر الخير ولو غنائيا كما زعموا ولكن يأبى علي عقلي تصديق هذه البشرى بسطحية أميّة كتلك التي تعاملت بها الأغنية مع عقلية المصريين المتعلمين والمتنورين الواعية المشهود بها لدينا، ولكننّي مضطرة إلى أن أنظر إليها هنا بمنظور لغة التسليم والتغييب المستخدمة حاليا في مصر والتي وللأسف استنكرها الواعين منهم، وهزّ الوسط لها الكثيرون في فيديوهات مصورة بثتها صحف مصرية وغيرها على الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي. وأخيرا .... اذكّر اخوتنا على "طاري" "البشارة" بالخليجية او "بُشرة " باللهجة المصرية بأغنية نجيب الريحاني والمغنية المصرية الشهيرة ليلي مراد في فيلم "غزل البنات": عيني بترف ...وراسي بيلف...وعقلي فاضل له دقيقه ويخفبدي أعرف ...نفسي أعرف احنا رايحين فين ...؟؟؟ حاسس بمصيبة جايا لي .. يالطيف يا لطيف .. مصيبة ما كانتش على بالي ....المهم ألا يردد المصريون في آخرها تحت افيون المخلص:"علشانك انت انكوي بالنار .. والقّح جتّتىوأدخل جهنم وانشوي واصرخ واقول يادهوتى "