12 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستهتـار المكروه والأماني الخبيثـة

26 أبريل 2023

أعجب من الذين ( يتمنون )، وركزوا جيدا على كلمة يتمنون، أن نعود سنة أو أكثر للوراء حينما كانت البلاد مغلقة بصورة شبه كاملة بدءا من المطار وحتى المحلات الأقل دخلا ونشاطا لمجرد أنهم يعانون من الزحام في الشوارع أو المجمعات أو لأنهم يريدون العودة إلى العمل عن بعد وحياة الكسل والخمول التي كانوا يعيشونها في الفترة الماضية حينما كنا لا نزال نحارب لاجتياز ذروة انتشار فيروس كورونا في الموجة الأولى التي بدأت عام 2020 واستقبل العالم منذ أكثر من سنة الموجة الثانية منه والتي بدت أكثر شراسة بعد ظهور سلالات متحورة ومتحولة من الفيروس الذي بتنا نتعايش معه كليا وكذلك العالم ولكن هؤلاء ( المرضى نفسيا ) ممن يفكرون هذا التفكير الذي لا يضرهم عقليا فحسب وإنما أن ينحصر تفكيرهم في أن انتشار الوباء لا سمح الله يمكن أن يعيدهم إلى معنى الرخاء الكاذب الذي تصوروا أنهم يعيشونه أو حالة البطالة التي عاشوها في العمل عن بُعد رغم أن الشخص المسؤول كان يجب أن يعي أن الظروف التي مرت على البلاد منذ انتشار الجائحة هي ظروف تلزم كل فرد بالعمل ضعف ما كان يفعله قبلها لأن تلك الشدة أظهرت معادن الرجال في القيام بواجباتهم وأكثر لخدمة الوطن الذي يحتاج دائما للتكاتف والتعاضد لنهضته وليس لمن يبحث عن البطالة المقنعة ويتمنى لو يعود الإغلاق ليهنأ بنومته صباحا ثم ماذا تتمنى يا هذا ؟! وأن هذه الإغلاقات لو عادت سوف تكون مكلفة على الدولة التي دفعت ولا تزال وقتا وجهدا وأموالا باهظة من أجل القضاء على أشكال الفيروس من أن تتسلل إلى والديك وإخوتك وأبنائك وإليك شخصيا ! ثم ما هذه الأنانية في هذه الأمنيات الشاذة وأنت تعلم أن هذه القيود التي فُرضت سابقا كبدت الكثير من المحال التجارية الكبرى والصغيرة خسارة كبيرة وفقد كثيرون أيضا أعمالهم فهل تريد اليوم أن تعود كل هذه المشاهد التي لم تشع بها شخصيا لمجرد أن تعيش حالة من الرخاء الوظيفي الذي لم يكن يجب أن تشعر به اساسا في وقت كان يجب أن يتغذى شعور المسؤولية فيك نحو هذا الوطن الذي يحاول من خلال حكومته الرشيدة ومؤسساته المهنية لا سيما الصحة والتجارة والتعليم أن يقف الفيروس عند عتبة كل بيت ولا يدخله ؟!. أنا آسفة أنني أتحدث اليوم عن هذه الفئة غير المسؤولة التي تنظر للجائحة التي مررنا ومر بها العالم على أنها يمكن أن تخدم منافع شخصية لها بغض النظر على الأضرار على البلاد والعباد في الصحة أولا وعلى المال والجهد ووقف عمليات التنمية ولكن لله حكمة مما كتبه الله لنا والحمدلله على كل حال وعلى كل بلاء وداء ولكن إلى متى ستظل مثل هذه الأفكار التي نسيناها عالقة بأذهان هؤلاء المرضى الذين يريدوننا أن نعود سنوات للوراء لمجرد أهواء مريضة يمرون بها ويعتقدون أنهم بهذا قد يتخلصون من الزحمة والاكتظاظ في الشوارع والمولات والأسواق ويتحسون بقلة عقل إلا ليت ( كورونا ) تعود من جديد وتجعل من الشوارع وكل مكان ينعم بالهدوء ؟! فبالله عليكم لم التغريد بهذه التغريدات التافهة لمجرد أنه في مواسم الأعياد ورمضان من الطبيعي أن يعاني الجميع من الزحام ولكنها أماني المترفين التافهين من الذين يرون في ( المرض ) وسيلة لرفاهيتهم وليعاني الآخرون فهو أمر لا يهتمون له لأنه في المقابل هناك مصالح صغيرة وخبيثة لهم للأسف !.