26 أكتوبر 2025

تسجيل

رمّانة أَم قلوب مليانة؟

26 أبريل 2021

السجال في لبنان حول الرمّان بلغ ذروته في ظلّ منع السعودية استيراد الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها سواء كانت نعناعاً أم رمّاناً أم قشطة وأخواتها، وذلك بسبب "استهداف المملكة من مهربي المخدرات في لبنان"، ما دفع بالسلطات السعودية الطلب من الحكومة اللبنانية المُصرّفة للأعمال تقديم ضمانات لوقف عمليات التهريب "الممنهجة". من حقّ كلّ دولة حماية أراضيها ومواطنيها من هذه الآفة بالطريقة التي تجدها مناسبة سياسياً واقتصادياً، ولكل دولة أيضاً إستراتيجيتها بلعب الأوراق الاقتصادية الرمضانية بغرض تحقيق مصالحها السياسية. في المقابل، وهو الأهم، هرع المسؤولون اللبنانيون إلى مناشدة "كبار المسؤولين" لاحتواء هذه الأزمة، التي تعتبر بمثابة ضربة جديدة للاقتصاد اللبناني، خاصةً إذا ما اتخذت دول خليجية أخرى هذا المسار. ولم يهرع هؤلاء عندما أفتى بعض الملتحين بشرعنة التهريب، واعتبروه جزءاً من "التكتيك" الإستراتيجي لهزيمة الشيطان الأكبر. وفيما الكل مشغول بانخفاض سعر الفتوش، نسأل المسؤولين الصغار من هم "كبار المسؤولين"؟، إذ يطلّ علينا الوزراء ورؤساء الأحزاب والنوّاب والرؤساء السابقون والمرشحون اللاحقون ليناشدوا "كبار المسؤولين" يا كبار المسؤولين من أنتم؟ وهل صحيح أن: "القصّة مش قصّة رمّانة.. قصّة قلوب مليانة". الأمان الوحيد الذي نشعر به هو الذي يأتينا من القدس في شهر رمضان المبارك ليُزيل شوائب "صفقة القرن" من نفوسنا ويُجدد حنيننا نحو أولى القبلتين، وكأنّ قدر شباب فلسطين أن يُلهمونا بشجاعتهم وابتسامتهم في مواجهة العدوّ. عدّو متجدد يظهر يوماً ويختفي أياماً، شبح المذبحة الأرمنية الذي يؤرق تاريخ العثمانيين منذ عام 1915، فرغم اعتراف روسيا وألمانيا وغيرهما من الدول بها فإن وَصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تلك الواقعة بـ"الإبادة الجماعية" يُشكّل منعطفاً تاريخياً لم يكن مستبعداً، نظراً لسياسة بايدن الهادفة إلى تعزيز ألوية القضايا العُرقية الإنسانية في الداخل، واستمالة الدولة الأرمنية الواقعة في منطقة البحر الأسود والمجاورة لأنقرة وطهران، وذلك لغايةٍ في نفس "بايدن". بايدن يسير نحو المستقبل بخطى ثابتة، وكرسي الرئاسة يتأرجح تحت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى لتجديد ولايته عبر الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ولكن ماكرون الذي اعتاد مواجهة تحديات روتينية مرتبطة بالهجمات الإرهابية والإسلام فوبيا، يصطدم بتحدّ من نوع آخر ظهر في مقال للعسكريين صادر باسم 20 جنرالاً و100 ضابط وأكثر من 1000 عسكري، يدعونه فيه إلى "الدفاع عن الوطنية"، وتهديد مبطن بمشاركتهم في الانتخابات، طيف الجنرال شارل ديغول يجوب قصر الإليزيه. من باريس الحيّة التي تستعدّ لعُرسها الديمقراطي، إلى الحضارة البابلية الراقدة في قسم العناية الفائقة الحزينة على مقتل أكثر من 80 شخصاً من مرضى كوفيد - 19 حرقاً بسبب انفجار أسطوانة أكسجين في مستشفى ابن الخطيب، من لم يمت بكوفيد - 19 مات بغيره، والأكسجين أصبح حلماً في بلدِ العلماء والعباقرة. يبدو أن عباقرة التكنولوجيا ليسوا من شيم اليابان فحسب، ففي طوكيو أيضاً من يَعدُ "القوارير" بالزواج و"يسحب عليها" حيث ألقت الشرطة القبض على شاب ياباني بتهمة الارتباط والاحتيال على 35 امرأة في آن واحد، وإيهامهنّ بتواريخ مختلفة لأعياد ميلاده وجمعه الهدايا الفاخرة والأموال باسم الزواج الموعود. تماماً كالسوبر الأوروبي الموعد، ضاع الحلم، ولكنه كان خطوة في طريق جسّ نبض جماهير كرة القدم الأوروبية، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والفيفا، لما سيكون عليه مستقبل كرة القدم، خُيّل لـ"بريكست" السياسة أنه سينجح في فصل كرة القدم عن الشعبوية، وقد ينجح في ذلك حيث إن قيمة هذه اللعبة ستندثر شيئاً فشيئاً وستُتوّج ألعاب الفيديو بطلاً عالمياً افتراضياً لمن يملك المال فقط للتنزيل والتحميل والاشتراك.