11 سبتمبر 2025

تسجيل

مرض اسمه هوس التصوير!

26 أبريل 2020

في البداية أود أن أهنئكم جميعا بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين وقد فارقنا هذا الوباء الذي جعل من رمضان هذا العام استثنائيا ولكن تأبى روحانية هذا الشهر الفضيل إلا أن تبقى بإذن الله فتقبل الله طاعتكم وصالح أعمالكم بإذن الله. أما ما أود الحديث عنه فهو إنني لا زلت أتعجب وأستعجب من الشخص الذي يشاهد أشخاصاً في أوضاع حرجة وتتطلب خصوصية سواء كانوا مصابين أو موتى لا سمح الله وتراه يأخذ هاتفه ليلتقط صورا أو مقطع فيديو لهؤلاء دون إحساس بخجل أو حرج أو إحساس بالإنسانية التي تفرض عليه ألا يقوم بهذا الفعل الشائن كما حدث مع أحد مرتادي اللولو هايبر ماركت فرع الغرافة بالأمس حينما شعر هذا الشخص بإرهاق في أول يوم من صيام رمضان ودوخة جعلته يسقط أرضا كأي شخص يحدث له هذا وهذا أمر طبيعي وطلبت إدارة اللولو الإسعاف ليحضر سريعا وينقله إلى المستشفى ليأخذ حصته من العلاج ويتعافى كما أكد حساب وزارة الصحة في حسابها على تويتر وتقطع الطريق أمام الذين يعشقون التهويل ورش البهارات خصوصا وأن الذي قام بتصويره قد جعل الباب مواربا لفتح باب التأويل الخاطئ والذي يمكن أن يستغله ضعاف النفوس بنشر الإشاعات لا سيما وإننا نعيش زمن جائحة كورونا وبالتالي تنشر أخبار مغلوطة يمكن أن تثير هلعا غير مبرر في مثل هذه الحالات التي لا يمكن تفسيرها الآن بغير هذا المرض للأسف. هل نسي هذا الشخص الذي لم يراع حرمة الشخص المطروح أرضا المغيب عن الوعي أن نشره لهذا الفيديو يمكن أن يصنع بلبلة في الشارع خصوصا وأننا نعيش زمن مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما ( تويتر ) الذي يعد مرتعا لكل صالح وطالح من الأخبار التي تصيب عين الحقيقة مرة وتجانبها مرات عدة ؟! هل نسي هذا الشخص الذي لا أدري ما هي نيته من التصوير إلا إذا اعتقد أنه بسبقه هذا قد اخترع أمرا يخدم البشرية إنه بتصويره لهذا المريض قد انتهك حرمته وخصوصيته وأنه قد أعطى لأعداء هذا الوطن فرصتهم في تفسير المشهد بتأويلاتهم الغبية التي تجد هي الأخرى أغبياء يصدقونها ؟!. وللعلم فهذا بالضبط ما جرى حينما تداول مغردون وأصحاب حسابات في الإنستجرام من الإمارات والسعودية هذا المقطع وبدأوا في التأليف والتهويل ورش لمساتهم الحاقدة على قطر وزادوا من أعيرة نيرانهم على الدوحة بأنها تشاهد سقوط ضحايا الكورونا في المجمعات الاستهلاكية والشوارع نتيجة عدم الوعي الصحي وعدم التعقيم وانهيار المنظومة الصحية فيها ! فهل ارتاح هذا الشخص الأهوج بعد نشره لمقطع كان يمكن ألا يتعرض لكل هذه التفسيرات غير الصحيحة لو أمسك رغبته غير السوية بارتكاب جرم انتهاك خصوصية أي شخص كان سواء مصابا أو سليما أو ميتا لا سمح الله وترك الأمر للجهات المعنية لمعالجة الأمر ثم إصدار توضيح له من مصدر رسمي ؟! هل كان سيرضى لو قام أي فرد بتصويره وهو ملقى على الأرض ويقوم هذا الشخص بنشر المقطع فيصبح متداولا والجميع يفسره بحسب هواه ؟! طبعا لا فما ترضاه على غيرك لا يمكن أن تقبل به على نفسك وهذه ازدواجية مريضة للأسف يمكن معالجتها بالكف عن هوس التصوير الذي بات مرضا في غير محله وفي غير موضعه لا سيما وإن صاحب المقطع الذي انتشر بالأمس قد أظهر أن رجال الإسعاف يقومون بعملهم لإسعاف الرجل شفاه الله وعافاه لكن تأبى هذه النفس الدنيئة إلا أن تفتح بابا لن يغلق إلا بأخذ كفايته من الشائعات وفتح قنوات ظاهرة وخفية لمن يكره هذا الوطن ليدلي بدلوه الكاذب في هذا والحمد لله أن الأمور هذه لا تنجح عن قطر ولكني أتمنى من وزارة الداخلية لدينا ألا تتسامح مع كل من تسول له نفسه بتصوير هذه المشاهد العارضة وأن تشهر باسمه تحت باب هذه التهمة ليمتنع غيرهم ويتخلصون من هذا الهوس المريض. [email protected] @ebtesam777