23 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطاب السامي.. والوضع الاستثنائي

26 أبريل 2020

الجميع بلا استثناء يساوره القلق والخوف من جائحة كورونا، فالواقع اليومي وحسب المؤشرات الرقمية تنذر بكارثة بشرية واقتصادية، الآلاف من المصابين والآلاف من الموتى على مستوى العالم، بالرغم مما أدلى به أهل الاختصاص بأن المؤشر سيرتفع ليصل الذروة ثم يبدأ في التنازل كمن يضع المبرد على الجرح، لكن مازال القلق سائدا، والمجهول لا يعلمه إلا لله. والتخمينات الطبية بالانتشار أو الانحسار هي السائدة، والمختبرات الطبية العالمية في تسابق زمني لاكتشاف اللقاح والدواء لمعالجة المرضى، وها هي الأجواء الصيفية على الأبواب ننتظرها بشغف بعد إن كنا نهرب منها، فشدة الحرارة وشدة الرطوبة عاملان مساعدان لاضعاف قوة الفيروس بل والقضاء عليه حسب الدراسات التحليلية التي أجراها باحثون في معهد "ماساتشوستس " في أمريكا أن الدول الأكثر دفئا تنتقل فيها عدوى الفيروس بشكل أقل، ومنظمة الصحة العالمية تطلق مبادرة لتسريع وتيرة انتاج اللقاحات والمضادات لفيروس كورونا في تسريع لايجاد العلاجات، ربما يطول تفعيلها، الدول تتسارع باستيراد الكمامات وتفعيل انتاجها من أجل مكافحة الوباء، منهجية الصراع من اجل البقاء هو الهدف،. ومازلنا في قلق وخوف من مجهول لا يعلم مداه الزمني إلا الله، ومن أعداد رقمية هائلة متفاوتة في مؤشر الارتفاع والانخفاض بين دول وأخرى حسب الظروف البيئية والامكانيات المادية، ومستوى الوقاية والتوعية والثقافة الشعبية، وصرامة العقوبات للمتجاوزين والمستهترين للشروط الصحية الوقائية، وحظر التجوال وتطبيقه وغيرها، أعداد هائلة نقف حيالها بالاستغراب ملتجئين الى الله برفع الوباء لإيماننا بأنه اذا أراد الله لشيء أن يقول له كن فيكون. … دولة قطر تشهد يوميا تزايدا لافتا في الاصابات بكورونا، ليرتفع المؤشر الى ما فوق 800 مصاب في اليوم وأغلبها من العمالة، وهذا طبيعي باعتبار أنها تشكل أكثر من 80% من التركيبة السكانية، بالرغم من الاجراءات الاحترازية المكثفة من الدولة بمؤسساتها الصحية والأمنية للتجمعات والمتابعة والتوعية، والعقوبات الصارمة للمخالفين، إلا أن الوضع المكاني والتجمع في الغرفة الواحدة للعمالة. والمجمع الواحد، وعدم الوعي تشكل جميعها خطورة في انتشار الفيروس، وربما يستمر في التزايد اذا لم تطبق شروط التباعد بينهم، والتخفيف من التزاحم المكاني لهذه الفئة، واعادة تقنينها وتنظيمها حسب متطلبات العمل واحتياجات الدولة حاليا وما بعد الجائحة واعادتهم الى أوطانهم، والأهم تنظيم أماكن سكنهم التي يقطنون فيها ونوعيتها، وايقاف تجار الاقامات المتسببين في تلك الكثافة، بالاضافة الى ما يعانيه معظمهم من قصر اليد في عدم توفير المادة لشراء المتطلبات الصحية والوقائية اللازمة لمنع الاصابة في ظروف ايقاف العمل والاستغناء عن خدمات البعض، لذلك يزداد المؤشر ارتفاعا، وتذهب الجهود المكثفة للوقاية والمحاربة سدى، ندعو الله السلامة لهم ورفع هذه الغمة، وتعجيل الفرج لسائر الشعوب والأوطان، ونأمل أن يكون باذن الله القادم أفضل. … كورونا خطر داهم الحياة البشرية فقلبها على عقبيها، ابتلاء ورحمة من الخالق، شل حركتها، أوقف وتيرة نموها، أبعدها عن تواصلها مع الآخر، أجهض احلامها، أقلق مضجعها لكنه وقف موقف المربي الصارم الفاضل انتشلها من غيبوبتها، لتعيد برمجة حياتها من جديد، ما فعله "كورونا كوفيد 19" عجزت مؤتمرات دولية ومنظمات حقوقية وانسانية وورش أعمال متخصصة وورش أعمال في التربية والتعليم والصحة والنظافة والسلوك والقيم و...و... غيرها... بمخططاتها وتوصياتها، أن تصل الى أهدافها، فيروس متناهي الصغر أوقف عجلة العالم وخططه التنموية ليسّير عجلته، وينجز ما خططوا له لينفّذها لهم.. متى يتوقف!! متى ينتهي ! وكيف.!! حين يأتي الأمر. الإلهي كما ذكر في كتابه " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكون " أملنا في الله كشف البلاء، كل شئ له نهاية مهما طال أمده، ولكن الاجتهادات الوقائية والصحية الدولية والبشرية لا بد منها لاتخاذ الأسباب لمنع الانتشار. والتصدي للوباء. … ولقد كان خطاب سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله بتاريخ.23/4/2020. رسالة موجهة لطمأنة الشعب القطري بكل ثقة وأمل في التغلب على هذه الجائحة، وضرورة البقاء في البيت حفاظا على سلامة الجميع وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وقدّم نموذجا جميلاً لنصيحة صادقة من قائد الى أبنائه، ليحتذى به الجميع ويلتزم به الجميع هو، ضرورة التباعد الاجتماعي ودوره في الوقاية من الجائحة حين قال " ان الطرف الأول في هذه المعادلة هو الدولة ومؤسساتها، أما الطرف الثاني فهو المواطن المسئول الملتزم بالتعليمات. والممتنع عن الاختلاط أو الخروج من بيته لغير الضرورة القصوى والملتزم بالتعقيم، وغيره من اجراءات الوقاية الصحية. " خطاب استثنائي في شهر رمضان الاستثنائي، تهانينا للأمير وللجميع بمقدم شهر رمضان، نسأل الله أن يمتعنا جميعا بالعافية والصحة والفوز بالقبول في الطاعة والعبادة، وكل عام والجميع بخير. [email protected]