10 سبتمبر 2025
تسجيلالوطن العربي مأزوم بفعل حكامه وساسته وبعض نخبه الفكرية، البعض يروج انجازات لحكام لم تحدث، الأمر الذي يثير السخرية عند جمهور العامة والخاصة كالقول إن الحاكم ( فلان ) قرأ أكثر من 120 ألف كتاب، وأنه يتمتع بثقافة عالية. ذلك الحاكم يقدر عمره اليوم بـ 85 عاما فلو أجرينا الحسبة التالية 85 عاماً 365 x عدد أيام السنة =31025 يوماً فإن ذلك يعني أن هذا الزعيم يقرأ في اليوم الواحد 4 كتب تقريباً وهذا عدد كبير جداً من الكتب مع الأخذ في الاعتبار أن هناك خمس سنوات طفولة وخمسة أخرى يتعلم كيف يقرأ. القائل أراد مدح الحاكم ولكن العائد على مثل هذا التمجيد يشكل احتقارا للحاكم وليس تمجيداً، وليتني أسمع أن هذا القائل على وسائل إعلام مرئية بذلك القول دُعي إلى الأجهزة المختصة وحٌقق معه فيما قال كما يحقق مع الكاتب عندما يوجه نقداً لإدارة الدولة. ما قصدته من هذا القول إثبات المبالغة التي يقدمها بعض المثقفين فيما يفعل الحكام دون أي دليل مادي، وهنا استدعي الحكمة العربية القائلة "حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له". (2) رغم الحصار الظالم المفروض على دولة قطر والمقيمين عليها من قبل الأشقاء العرب، إلا أنها تزداد تألقا في المجتمع الدولي، عدد كبير من زعماء العالم قاموا بزيارة لدولة قطر أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس جمهورية بوتسوانا ورئيس وزراء ألبانيا ورئيس وزراء إثيوبيا وغيرهم من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية والآسيوية والشرقية، وزراء آخرون أذكر منهم وزير التعليم في غانبيا والذي وقَّع عدداً من الاتفاقيات في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي، وزيرة العمل الإثيوبي. ليس هذا فحسب بل تمددت الدبلوماسية القطرية في القارتين، إفريقيا وأمريكا اللاتينية، إذ قام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة معظم الدول الإفريقية لتوثيق العلاقات بين تلك الدول ودولة قطر وكان آخرها زيارة جمهورية رواندا، وجمهورية نيجيريا والتي تشكل أقوى اقتصاديات الدول الإفريقية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 193 مليون نسمة وتم بحث التعاون الاقتصادي على جميع الصعد ووقعت اتفاقيات متعددة في هذا المجال، كما تناولت مباحثات سموه في كل من كيغالي عاصمة رواندا وكذلك أبوجا عاصمة نيجيريا قضايا الشرق الأوسط والمخاطر المحدقة بهذه المنطقة وعلى رأس هذه القضايا قضية فلسطين وما يدور حولها من مؤامرات وقمة تلك المؤامرة ما يعرف اليوم "بصفقة القرن " وكذلك الإرهاب الدولي بكل أشكاله السياسية والدينية والاقتصادية والإعلامية، وقد أشاد كل زعماء تلك الدول بالدور الذي تقوم به قطر في تحقيق السلم والأمن سواء في السودان ( دارفور )، والحوار بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية في الدوحة والتوسط في فك الاشتباك في كثير من النزاعات والخلافات التي تدور على صعيد العالم الثالت. (3) دولة قطر المحاصرة من قبل الأشقاء لم تنس أهلنا في قطاع غزة المحاصرة من قبل الثالوث الشيطاني "سلطة رام الله العباسية وحكومة الجنرال السيسي المصرية وإسرائيل الصهيونية " فراحت قطر تمد يدها إلى الأهل في قطاع غزة رغم حصارها وكلما أظلمت غزة ليلا لانقطاع الكهرباء هناك نظرا لتعذر وصول الوقود إلى محطات الكهرباء تسارع دولة قطر بإرسال الوقود وإيصاله إلى محطات الكهرباء لتعود الحياة في القطاع، وإذا انقطعت مرتبات موظفي الخدمة المدنية في غزة لامتناع رام الله العباسية عن دفع مرتباتهم، تسارع قطر لدفع ما انقطع، وبنت العيادات الطبية وأخرها اكتمال بناء " مستشفى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية " حسب مواصفات عالمية كما تشهد بذلك منظمة الصحة العالمية ؛على مساحة 12 ألف متر مربع. ويضم هذا المستشفى عددا من الأقسام أذكر منها قسم للأطراف الصناعية والتأهيل الحركي واللفظي والعلاج الوظيفي وقسم السمعيات. من المعلوم أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستهدف الشباب في القطاع، ويستهدف الأقدام والركب والأطراف والعمود الفقري الأمر الذي أدى إلى تكاثر هؤلاء المعاقين وأصبحوا يشكلون مشكلة اجتماعية كبرى، ولهذا كان هناك ضرورة لبناء مستشفى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استجابة لحاجة المواطن في غزة ومرحباً بالقادمين من كل أنحاء فلسطين لكل من له علاج هناك. لم يتوقف الأمر فقط عند بناء العيادات الصحية والمستشفى وإنما اهتم بالصيدلة وتوفير الدواء لكل داء هناك، إلى جانب تعبيد الطرق والشوارع والتي سهلت التواصل والتنقل بيسر بين الريف ومدينة غزة، وبنت مجمعات سكانية وسلمت لمواطنين هدم العدوان الصهيوني على غزة ممتلكاتهم ومنازلهم فعوضوا بمثلها أو بأحسن منها. في مجال التعليم قدمت دولة قطر أكثر من 31 مليون دولار في إعادة بناء وترميم أو تمديد أو إعادة تأهيل 93 مدرسة وجامعة وبناء أو توسعة 192 فصلاً دراسياً، وتدريب 11.349 مدرساً على أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي و 424 مرشدً مدرسياً و642 اختصاصياً في مجالات الصحة النفسية، وإنشاء 25 غرفة علاج، وسبع وحدات استشارية متخصصة ( الشرق القطرية 25/ 4 / 2019 )، المؤسسات التعليمية "التعليم فوق الجميع " وقد يسرت وصول 219 ألف طفل وشاب إلى التعليم في قطاع غزة. وقد حصل 218 ألف شخص بشكل مباشر وأكثر من 1000 منحة دراسية، كما قدم برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع المساعدة لأكثر من 1.2 مليون مستفيد بشكل غير مباشر. والحق أن قطر تبني للعرب سمعة حسنة وآخرين يهدمون بما يفعلون. النتيجة: قد صرفت قطر أموالا طائلة من أجل مساعدة الدول النامية لبناء مؤسسات تعليمية وبرامج تعليم متطورة، وأنفقت على غزة ورم الله واللاجئين الفلسطينيين وكذلك تنفق أموالا عينية لمساعدة الشعب اليمني في محنته رغم أنه يتعذر وصول قطر مباشرة إلى الساحة اليمنية نظراً لحصار قطر لكن لا تدخر وسيلة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا في اليمن. دول أخرى خليجية حباها الله بالمال الوفير لكنها تبذر تلك الأموال من أجل الدسائس والمؤامرات ومحاربة الشعوب العربية الطامعة في التغيير والإصلاح في أوطانها. وفي تقديري لو أنفقت تلك الأموال التي تنفق للتآمر على بعض الدول العربية والإسلامية على التنمية وتحسين البنية التحتية وبناء السكك الحديدية لربط العالم العربي بعضه ببعض لما بقي في أرض العرب عاطلا عن العمل ولا جائعا، لو أنفقت تلك الأموال التي تنفق على الحرب في اليمن وسورية والعراق وليبيا من أجل البحث العلمي وبناء الجامعات وتطوير مناهج التعليم في بلاد العرب لكنا بحق خير أمة أخرجت للناس؛ فعالمنا العربي الاسلامي مهد العلوم في كل حقوله انطلاقا من الرقم " صفر " الذي هو حجر الزاوية اليوم في علوم الحاسوب وصاحب الصفر عربي،وقس على ذلك في الطب والهندسة وصناعة السلاح، لكننا أمة بليت بالكثير من حكامها الظالمين. وأخر الدعاء يارب لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا. [email protected]