10 سبتمبر 2025
تسجيلما عاد عقلي يستوعب إنه على الرغم من تفاقم المأساة في غزة وسياسة الإجرام والإبادة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق أهل القطاع والجرائم المشينة بحق النساء ولم يتحرك العرب من مرقدهم الذي يئن تحت ثقلهم وكأن الأمر بات معتادا! فكل يوم يمر حتى الآن وقد ضاعت الحسبة علي في معرفة كم يستمر العدوان الإسرائيلي الآثم على المدنيين والأبرياء في غزة حتى اليوم هو بمثابة يوم جديد على المأساة التي يعيشها الفلسطينيون واعتادها العرب للأسف فهل ننتظر حتى يقتلوا آخر طفل في القطاع أم ينتهوا من إخلائها بالصورة التي تحلو لهم ويودونها ليكون القطاع تحت إمرتهم دون أهله؟! ماذا بقي بعد القتل العشوائي والممنهج حتى وصل للأجنة في الأرحام والرضع في المهود والأطفال الصغار في كنف بيوتهم وطرقاتهم التي عرفوها منذ ولادتهم ورغبة إسرائيل الشديدة في أن تُهجّر أهل القطاع من أرضهم لتضم غزة إلى سلسلة مستوطناتها الفلسطينية المحتلة فلا فتح تحكم ولا حماس تسيطر وإنما محتل غاصب ومتجرد من كل إنسانية يدعيها على نفسه في عدوانه هذا الذي نجح في القتل ولا شيء غير القتل وهو المهنة الوحيدة التي تجيدها إسرائيل وتكون بارعة في طرقها وأساليبها أمام طرف يقال بأن له إخوة عربا يقفون مثل أسنان المشط بجانبه فإذا به الوحيد في المعركة والإخوة يتسلل كل واحد منهم خفية أن يراه الآخر فيعايره على ذاك الهروب المشين وقد نسي الأحمق نفسه وهو الهارب أيضا من نقمة إسرائيل وغضب الولايات المتحدة إذا ما قام بما لا يمكن الغفران عنه أبدا!. أصواتهن عالقة في ذاك التسجيل وهن يستنجدن من ينقذهن من (كلاب بشرية إسرائيلية) شرعت في اغتصابهن بمستشفى الشفاء الذي كان من أهم أهداف إسرائيل حين اجتاحت غزة برا قبل أن يباشر الجنود الإسرائيليون بقتلهن بدم بارد وإخفاء جريمة لم يكن لهذا العالم المتلون أن يقول أو يفعل شيئا لإيقاف هذا العدوان وذاك الظلم الواقع على أهل غزة وكأن الموت الذي اختطف أحبتهن وصغارهن والتهجير الذي سرق عافيتهن والجوع الذي مزق أمعاءهن لم يكف كل هذا ليواصل الإسرائيليون قباحتهم المعروفة ويمارسوا أكثر شيء يجيدونه وهو النذالة والقتل والتدمير والخسة وكل من شأنه أن يجعل الأمة العربية والأمة الإسلامية تقومان وتنتفضان لنصرة أهل القطاع ولكن وما أشد وقع حرف الاستدراك اليوم وهي تحول من أن نستمر في وصف ما يمكن لهاتين الأمتين أن تفعلا فيما لو نهضت كل واحدة منهما وأنقذت من تبقى هناك حيا وما يزال يعشش في داخله إن بصيصا من الأمل يلوح في نفسه المنهكة بقدوم الأشقاء العرب والمسلمين الذين يمكن أن ينقذوا كرامتهم أولا قبل أن ينقذوا غزة، ولكن متى كان للشعور أن يُستجدى وللنخوة أن يُزاح اللثام عنها والجميع يرى غزة من باب العالم العاجز هو الآخر حتى على إنقاذ إنسانيته ومؤسساته ومنظماته من العجز الذي يعيشه والصورة الباهتة التي يخرج بها في كل مرة يومئ برأسه وكل هذا العدوان يجري أمام العالم من مشرقه لمغربه ومن شماله حتى وصل أقصى جنوبه ولا شيء يمكن أن ينشط ذاكرة العرب والمسلمين سوى مسلسلات رمضان وما يخبئه هذا الشهر من سمر وسهر وأحاديث لا نهاية لها، أما أهل غزة فإن لهم ربا يعلم بما يعيشونه ويرى ما نتجاهله وربما كانت مصيبتهم الاختبار الذي نفشل به ولا نقوى حتى على الاعتراف بأننا من المثبطين الذين عجزنا حتى عن للدعاء لهم، فهل تتذكر غزة يا من تقرأ مقالي الآن وتشعر بأنه مقال ثقيل عليه؟.