09 سبتمبر 2025
تسجيلتجري هذه الأيام في الدوحة محادثات شاقة بشأن إيقاف الحرب التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يشارك فيها طرفان فقط « قطر ومصر طرف، وأمريكا وإسرائيل طرف اخر» لا أزعم أن الطرف العربي في هذه المفاوضات يعزف أفراده على وتر واحد بنغمة واحدة ولكل أسبابه ودوافعه، في الجانب الآخر ـ أمريكا وإسرائيل ـ يعزفان على وتر واحد ونغمة واحدة مؤداها وأد حركة المقاومة الوطنية ليس في غزة الفلسطينية وحدها وإنما في عموم فلسطين من النهر إلى البحر. (2) لا جدال بأن هناك تماثلا بين إرهاب الولايات المتحدة الأمريكية والذي تعود جذوره إلى سنة 1833م إذ أرسلت قواتها المسلحة إلى الأرجنتين لحماية مصالحها من غضب الشعب الأرجنتيني من بريطانيا التي احتلت جزر الفوكلاند التابعة للأرجنتين وحربها على المكسيك عام 1846 والتي استمرت حتى عام 1948 ومن هنا ظهرت النوايا التوسعية الأمريكية والتي أدت لاقتطاع (مليوني كلم مربع) أكثر من نصف مساحة المكسيك وجدول الإرهاب الأمريكي تطول مواده وليس آخرها احتلال العراق عام 2003. وزير الخارجية الأمريكي في زيارته المفاجئة لتل أبيب بعد عملية «طوفان الأقصي» بأقل من 48 ساعه، قال جئت إلى إسرائيل بصفتي يهوديا وليس وزيرا لخارجية أمريكا، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب والذي كلفه ترامب بملف الشرق الأوسط قال « يجب علينا تطهير قطاع غزة من الفلسطينيين، والرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته التضامنية مع إسرائيل قال: «لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها « وقال في حديث متلفز «أنا صهيوني وعلاقتي باليهود لا تتزعزع». إذن، يصبح من الضروري الآن، ونحن نواجه حالة نسف العمارات الشاهقة والمنازل على ساكنيها في غزة ووضع الأسرى المدنيين تحت قسوة الطبيعة حفاة عراة ومكبلي اليدين وعمليات الدمار الشامل والتهجير القسري وسرقة الممتلكات وحرب التجويع والتعطيش وهدم المستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد على رؤوس من فيها من البشر، انه تحالف لا يقوم على تبادل المصالح والمنافع الاستراتيجية المعروفة ضمنا في العلاقات الدولية، ولكن بوصفه تحالفا يقوم على التماثل المصيري في التكوين والاتجاه بحيث أن أمريكا على درجة عالية من استيعاب ما يفعله الإرهاب الإسرائيلي، وعلى درجة عالية من الإقرار به بحكم التكوين والتماثل. إن الدمار الذي ألحقته أمريكا في حربها على العراق لا يقل بشاعة عن ما تفعله إسرائيل اليوم وبشاعة المنظر في سجن أبو غريب لا ينسى وتكرره إسرائيل اليوم تحت سمع وبصر العالم فإذا فهمنا هذا يصبح علينا أن نوفر وقتنا وجهدنا المتجه دوما إلى واشنطن سائلين العون منها على عدو لنا هو من صميم تركيبها هي. (3) ستة أشهر وعلى مدار الساعة والحرب على غزة برا وبحرا وجوا وبمدد أمريكي لا حدود له لم تتوقف، وخلفت أكثر من 32 ألف شهيد وأكثر من 75 ألف جريح حتى اليوم والعالم العربي أولا والإسلامي ثانيا والعالم بصفة عامة لم يحرك ساكنا لوقف العدوان الفاشي النازي على أهلنا في غزة. ويأتي المفاوض الإسرائيلي المشبع بالفكر النازي رافضا وقف الحرب وسحب القوات من قطاع غزة، ويرفض عودة النازحين والمشردين من ويلات الحرب إلى منازلهم ولو انها مهدمة لكن الإنسان الفلسطيني خلاق قادر على إعادة الحياة واعادة بناء ما هدمته الحرب على أرضه. تقول القيادة الصهيونية الفاشية في تل أبيب إن أحد أهم أهدافها هو « القضاء على حركة حماس وكوادرها « ونؤكد بأنه ليس هناك قوة على الأرض تستطيع القضاء على حركة حماس لكونها ليست أفرادا أو حزبا سياسيا يمكن حله، إنها عقيدة ايمانية ولا تستطيع أن تنزع الإيمان والعقيدة من افئدة المؤمنين بها. وإسرائيل تعلم كم من قائد في الحركة استطاعت اغتيالهم أو اعتقالهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما وكلما اغتالت قائدا جاء الى قيادة الحركة من هو أشد وأكثر إصرارا على الثأر من أعداء فلسطين وأكثر إصرارا على استعادة الحق الفلسطيني الغير قابل للتصرف. (4) في رام الله «عاصمة السلطة العباسية» لا يكاد ينفض اجتماع إلا ويعقبه اجتماع أخر بين عصابة السلطة، جدول أعمالهم كيف نحكم غزة بعد الحرب وينشط محمد دحلان وكذلك ناصر القدوة من خارج أرض فلسطين ولكل منهما علاقات قوية بإسرائيل وأمريكا وبعض الأنظمة العربية المعادية لحماس وهناك عصبة أخرى منافسة للزمرة الأولى ماجد فرج وجبريل الرجوب ومحمود العالول وحسين الشيخ ولكل منهم مزاياه وعلاقاته مع بني صهيون الحميمة، لكن هل يقبل الشعب الفلسطيني أياً من هؤلاء بعد كل ما حدث؟ السلطة العباسية في رام الله انكشفت عورتها السياسية وتبعيتها للعدو الإسرائيلي ومن الصعب القبول بأي منهم. في ظل القيادة العباسية (محمود عباس) بلغ عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر الماضي في الضفة الغربية 7900 تقريبا واستشهد أكثر من 400 فلسطيني تحت سمع السلطة وبصرها وأطلق جنود عباس / دايتون النار على مشيعي الشهداء وهم يحملون على أكتافهم نعش الشهيد وأردتهم أمواتا بلا خجل ولا حمية وطنية وعلى ذلك يجب عدم التعويل على السلطة ومرتزقة دايتون. آخر القول: للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأنذال والخونة.