13 سبتمبر 2025

تسجيل

طار التوثيق

26 مارس 2023

كنت أعتبر شخصيا منصة تويتر المساحة الحقيقية للتعبير عن الآراء بموضوعية وشفافية والمسرح الحقيقي لاستعراض هذه الآراء بكل مصداقية لا يتجنى أحدنا فيها أو يبالغ لدرجة أن يكذب ويزور بالحقيقة التي يجب أن تتضمنها، لا سيما إن كان فينا من ينتقد وهمّه في هذا أن يكون انتقاده بنَّاء لا هادما لما يقوله. وهذا الشعور الذي لازمني منذ عام 2011 وهو العام الفعلي الذي بدأت فيه أغرد بعد تسجيلي وإنشائي لحسابي على هذه المنصة التي أعجبت بها منذ البداية بدأ منذ يومين يخبو فجأة وتحديدا منذ أن أعلنت إدارة تويتر عبر حسابها الرسمي على منصتها وبحسب التعليمات من مالك المنصة إيلون ماسك عن إلغائها لعلامة التوثيق الرسمية التي حصلت عليها منذ ما يزيد على خمس سنوات ومثلي عشرات الآلاف قبلي وبعدي ما لم نشترك في خدمة التوثيق المسماة (Twitter Blue) والمقدمة لقاء أجر شهري يقدّر بـ 11 دولارا أي ما يعادل 40 ريالا في قطر وإلا فإن العلامة التي حصل عليها أغلب الشخصيات المعروفة والرسمية والدالة على توثيق حساباتها سوف تطير في الأول من أبريل القادم ورغم أن هذا لا يمكن أن يؤثر على قيمة الحساب وثقة صاحبه فيما يغرد به وما تضمنته تغريداته التي حصلت على متابعين يثقون بها وبصاحبها إلا أن فكرة أن يتحول التوثيق الذي كان يطالبنا بأكثر من خمسة روابط لنثبت أننا من المشاهير أو من الشخصيات التي لنا تأثير خارجي ومجتمعي لنحصل بعدها على علامة الصح الزرقاء وكان من الصعب الحصول عليها آنذاك أن تتحول اليوم لمجرد علامة تُشترى بـ 40 ريالا في الشهر أو بـ 480 ريالا في السنة وهو أمر بات تجاريا وربحيا أكبر كما يسعى لهذا (ماسك) غريب الأطوار فعلا الذي بدأ عمله فور استحواذه على ملكية هذه المنصة على وسائل التواصل الاجتماعي بفصل أعداد كبيرة من الموظفين الذين تلقوا أمر فصلهم من خلال إيميل باهت لا تقدير فيه لعملهم طوال الأعوام الماضية بينما بقي من لم يُسرّح بهذه الطريقة المهينة في مكانه ومجبورا على تلقي وتنفيذ الأوامر الغريبة التي يصدرها (ماسك) بصورة مستمرة حتى أنه فصل الموظف المسؤول عن حسابه الشخصي لأنه لم يرضَ بمستوى المتابعة والريتويت والتفضيل والتعليق على تغريداته ولم يجدها تليق به كشخصية تمثل اليوم أغنى رجل في العالم وأكبر مالكي الحصص المالية في أكثر من منصة وشركة ومؤسسة!. لذا بعد أسبوع من الآن قد يرى المتابعون لحساباتهم الموثقة والمفضلة أنها قد فرغت من علامة التوثيق التي لربما يرى كثيرون أنها لا تنقصها ولم تزدها شيئا لكنها تمثل لربما شيئا كبيرا لأصحابها ممن اعتادوا رؤية حساباتهم بهذه العلامة الزرقاء والتغريد بها ما لم يخضعوا إن صح التعبير لأهواء (ماسك) وتصبح حساباتهم موثقة تجاه مبلغ شهري يبدو زهيدا جدا لكن اعتراضنا كان على الفكرة من الأساس ومع هذا لا يبدو أنني سوف أكون ممانعة في دفع هذا الأجر الشهري أو السنوي لاستمرار علامة توثيق حسابي وإن كنت نفسيا لن أكون متقبلة لحسابي الذي نال علامته بناء على أحقيته بها مقارنة بمن بات ينالها من شرق وغرب بغض النظر عن استحقاقه بها فعليا والموضوع ليس تفاخرا بقدر ما بات الاعتراض على الفكرة نفسها وفي كلا الحالتين سوف تظل حساباتنا موثوقة الفكرة والرأي والمضمون بغض النظر عن تواجد العلامة أو عدمها ولطالما تابعنا حسابات بمتابعين يزيدون على نصف مليون متابع ومع هذا فالمصداقية من نصيبها دائما ولكنه الاعتراض على الفكرة التي لا يبدو أن هناك تراجعا فيها من صاحبنا المهووس بالمال !.