24 سبتمبر 2025

تسجيل

العيش على التخوم

26 مارس 2023

هل الإيمان عيشٌ على التخوم ؟ عند التخوم أن يتجرد الإنسان من كل شىء سوى ذاته، يصور القرآن الكريم يوم القيامة كتظاهرة كبرى يقف فيها الإنسان عارياً من كل شىء، هارباً من كل أحد، واقفاً أمام تخوم التجلي الإلهي العظيم. دنيوياً هناك من تستهويهم روح المغامرة ويتمتعون بلذة المجازفة فيمضون بإرادتهم إلى التخوم القصوى في ذلك، وهناك من تدفع بهم أقدارهم إلى العيش على شفا جرف من النهايات الدرامية، فقر، أو مرض،…كأن يولد الإنسان فقيراً معدماً أو مريضاً عاجزاً، تبقى قوة الإنسان على التموضع والتأقلم ومن ثم العبور والتجاوز،، الإيمان شجاعة، استيعاب الله عز وجل كهَم أقصى، الايمان الذاتي وثنائية الاثبات والنفي تجعل من التخوم مكاناً رائعًا للعيش، الطمانينة اذا أتت قبل ذلك فهي طمأنينة زائفة، عليها ان تكون نتيجة لصراع النفي والإثبات على هضبة التخوم، الأنبياء جميعاً عاشوا على التخوم بُعداً عن حياة رتيبة وسعياً وراء فكرة التعالي وتعلقاً بالهَم الأقصى وهو الانصياع لأوامر الله وتبليغ رسالاته، انشغال الإنسان بهموم أقل ليست قصوى هو مصدر شقائه، لأنها زائفة تماماً مثل العيش في اتون الحياة، الإيمان مخاطرة بغيرها يصبح عادة، لأنه يحمل في طياته « الهم الأقصى» للإنسان في هذه الحياة وهو الولوج إلى رحاب الله هروباً من دنيا البشر.