11 سبتمبر 2025

تسجيل

سنتجاوزها بحول الله

26 مارس 2020

هل نجحت قطر في احتواء تفشي فيروس كورونا؟! ربما يقول البعض منكم إن الإجابة عن هذا السؤال في هذا الوقت المبكر لا تبدو إجابة دقيقة لا سيما وأن عدد الحالات المصابة لا يزال في ازدياد بعد الإعلان الأخير باكتشاف 25 حالة مصابة لمواطنين وعمالة وافدة، بالإضافة إلى إعلان سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي للجنة العليا للأزمات بأن الدوحة تنوي وفي خطوة احترازية إنشاء مستشفيات ميدانية في مختلف مناطق الدوحة بسعة 18,000 سرير لاستيعاب ما يمكن أن نعتبره خطوة استباقية لا سمح الله إذا زاد العدد وسط تفشي هذا الفيروس ليس في قطر فحسب، وإنما في العالم بأسره دون سابق إنذار، ولعل هذه الخطوة المعلنة سمحت للكثير بالاعتقاد أن الأمور يمكن أن تسير إلى الأسوأ رغم الإعلان في الجهة المقابلة عن عدد لا بأس به من حالات التشافي ما بين مواطنين ومقيمين، وهذا تفكير يمكن أن يكون منطقيا ما لم نر فعلا أن الدولة تقوم بدورها كاملا، ونؤمن بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي قامت وتقوم بها، ناهيكم عن أن الدور الأكبر بات في ملعب شعب قطر وليس الحكومة وذلك من خلال طريقتين نستطيع أن نقوم بالدور المنوط بنا، وهما التطوع للفئات العمرية المحددة لخدمة هذه الإجراءات والدفع بعجلة الجهود للسير قدما أو البقاء والمكوث في البيت حتى زوال غمة هذا الفيروس، في إجراء يعد حتى الآن الأقوى والمعتمد لانحسار خطر كورونا عن بلادنا، ولذا لا يمكن لشخص يمارس حياته خارج المنزل بصورة شبه يومية أن ينتقد أي إجراء يُعمل به، وهو في قرارة نفسه يعرف أنه يمكن أن يكون أحد معاول الهدم لهذه الإجراءات وتلك الجهود التي لا يمكن أن تنجح إلا بتكاتف الجميع، وعليه فإنني على ثقة بحكومتي في أنها ستستطيع بإذن الله أن تحد من انتشار هذا الوباء، من أن يتسلل إلى أبداننا وبيوتنا، وذلك بتوفيق من الله ثم بفضل وقوفنا وثقتنا بها، فلا يمكن أن نعطي لأي من المستهترين الذين وصل عددهم إلى 44 مواطنا استصغروا من اشتراطات الحجر الصحي المنزلي، وحاولوا أن يرتكبوا ما يمكن أن نعده اليوم أخطر وأحقر جريمة يمكن أن تُرتكب اليوم في حق البشرية، وهو نقل الوباء إن كانوا يحملون الفيروس أو الشروع في هذا، أي عذر في تصرفاتهم غير المسؤولة والتي تدل على مدى استهانة هؤلاء بما تفعله الحكومة وما تتكبده لأجل البقاء في صفوف الدول الآمنة غير المنكوبة والعياذ بالله. كنت قد بدأت مقالي بسؤال وقلت إنه من الممكن أن يكون من المبكر الإجابة عليه الآن لكني وأمام ما أراه يوميا من مساع وجهود وإجراءات وثقة الوطن بأبنائه، فقطر إن شاء الله بألف خير، وكما تجاوزنا آثار حصار جائر بعد أول عشرة أيام منه وحتى مرور أكثر من ألف يوم منه ما يعادل ثلاث سنوات، فنحن بإذن الله يمكننا أن نتجاوز هذا العارض السيئ الذي تمر به بلادنا ونكرر ونقول إن قطر بحاجة لأبنائها في هذا الوقت العصيب، ومن يجد نفسه مؤهلا للقيام بهذا الدور، أما الذين ينقسمون إلى فريق من المستهترين وآخر من المنتقدين فهؤلاء لا مكان لهم الآن، وأنا أعني ما أقول جيدا، ليس لأننا نرفض الانتقاد ولكن من المعيب أن تجد هناك من يبني ويتصبب عرقا ليخرج بناؤه بالصورة المطلوبة، ويأتيه أحمق ليخبره أن هذا البناء آيل للسقوط دون ذكر أي سبب! . [email protected]