11 ديسمبر 2025
تسجيلمن كان يظن أن المحقق الأميركي المثير للجدل روبرت مولر والذي انتهى بعد قرابة عامين من التحقيق المتواصل في شبهة تورط حملة ترامب الانتخابية مع أطراف روسية التي فاز على إثرها برئاسة الولايات المتحدة وقدم تقريره النهائي لوزير العدل أنه كان سيدين ترامب فعليه أن يراجع حساباته مجدداً خصوصاً وأن التقرير خلص إلى عدم وجود دليل يثبت أن أي مسؤول في حملة الرئيس دونالد ترامب قد تآمر عن علم مع روسيا كما أظهر الملخص أن الأدلة ليست كافية لإثبات ارتكاب ترامب جناية تتعلق بعرقلة العدالة ورغم اعتبار اللجنة القضائية في الكونغرس أن التقرير الخاص بمولر لم يدن ترامب صراحة لكنه لا يمنحه صك البراءة أيضاً بحسب ما أعلن جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب باقتضاب وكان على غير هوى الديمقراطيين الذين يخوضون معارك حقيقية مع الرئيس في إعلان حالة الطوارئ وبناء السد الفاصل مع المكسيك إضافة إلى القضايا الساخنة والتي لا تزال مفتوحة في علاقات ترامب مع السعودية وتحديداً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا سيما بعد حادثة مقتل الإعلامي جمال خاشقجي بصورة مروعة هزت أرجاء العالم في قنصلية بلاده في إسطنبول وذهاب كل الأدلة والمؤشرات نحو تورط بن سلمان في هذه الجريمة بصورة مباشرة . إذن ترامب والذي هرع إلى منتجعه في فلوريدا محاطاً هذه المرة بالمزيد من مستشاريه القانونيين على غير عادته يخرج سالماً ولم يخف ترحيبه بملخص مولر الذي سمح وزير العدل بنشره على شكل بيان مقتضب للغاية لم يسرد فيه التفاصيل وإنما أعطى الخلاصة التي أعطت مناصري ترامب الفرصة ليحتفلوا علانية ببراءة رئيسهم بينما شكك الديمقراطيون المنافسون الدائمون للجمهوريين كالعادة في سلامة الملخص ويطالبون وزير العدل بالكشف عن تقرير مولر كاملاً لهم وللإعلام وللشعب عموماً ورغم حالة النشوة التي يشعر بها ترامب ومناصروه حقاً إلا أنه لا يجب أن نستغرب إن قُرعت كؤوس الاحتفال في قصور بعض الدول الخليجية فالرئيس الأمريكي يمثل اليوم ( الدعامة ) التي يعتمد عليها رؤوس الحكم في الرياض وأبوظبي خصوصاً محمد بن سلمان الذي يسعى بيديه ورجليه للخروج من كارثة جريمة خاشقجي بأي طريقة كانت ويأمل أن ينجح ترامب في مساعيه وجهوده الدائمة في تحويل مسار اهتمام الكونغرس والإعلام الأمريكي المؤثر عن هذه القضية التي جعلته محصوراً في إطار المتهم الأول في قتل هذا الصحفي الذي كان مقيماً شرعياً في واشنطن وعليه فإن كان الذي عليه أن يفرح فرحة عارمة فهو حتماً سيكون بن سلمان الذي يهمه أن يخلو ترامب من أي متاعب داخلية وصدامات جادة مع أعدائه اللدودين الديمقراطيين ولذا فتغذية الرئيس الأمريكي بالمال السعودي ضرورة تراها الرياض الوسيلة الفعلية والناجحة حتى الآن لإخراج ولي عهدها من المصائب الكبيرة التي يضع نفسه في أتونها دون شعور بمبالاة حقيقية تجاه ما يفعله أو بتخطيط متأن قبل أن يقوم بفعل ما يشتكي منه اليوم ويرى أن ترامب يمكنه أن يستمر في دعمه والدفاع عنه رغم اليقين الثابت بأن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يواصل دور المحامي الشاطر إذا ما زاد الخناق الداخلي عليه ووجد نفسه يوماً مخيرا بين إنقاذ نفسه من ورطات بن سلمان أو مشاركة هذا الأخير مغامرات رعونته اللامسؤولة التي يقع فيها بفضل مستشارين خائبين مثل سعود القحطاني التي ذكرت تقارير مؤكدة أنه لم يتعرض حتى الآن لتحقيقات تروج الرياض أن فريق اغتيال خاشقجي يتعرض لها منذ أن تم القبض عليهم وإشهار الرواية الغامضة حول ظروف اعتقالهم والتحقيق معهم أو ظروف الأحكام القضائية المبهمة التي يغلبها حكم الإعدام في رؤية مؤكدة أن السعوديين يريدون بهذا طمس حقيقة هذه الجريمة وآمرها الفعلي معهم بموتهم قصاصاً أو لنقل التخلص منهم رسميا ! عموماً لن تخلو مسيرة ترامب من مطبات سياسية داخلية كما لا يبدو أنه الرئيس الأمريكي الذي يفتخر به كافة الشعب الأمريكي على ضوء ما يحدث في عهده من فصول دراما وإثارة لم تمر على رئيس قبله في تاريخ البلاد ! . فاصلة أخيرة : ليس كل ما تقوله واشنطن يجب أن يقول العالم بعده آمين فهناك ردود فعل بديلة أفضل ! . [email protected]