18 سبتمبر 2025

تسجيل

شبابنا بين الإعفاف والانحراف

26 مارس 2018

مسؤولية شرعية واجتماعية كبرى، تقع على عاتقنا وتلاحقنا بنداء الفريضة وإلحاح الضرورة، فهل يحق لنا أن نعطل أداءها أو نؤخر تنفيذها، وأعني بذلك مشروع الزواج لأنه فريضة وعبادة، نتقرب بها الى الله ونحصن شبابنا ومجتمعنا من مخاطر الوقوع في المعاصي والمنكرات، ونحن مسؤولون عن تسهيل تزويج الشباب "الجنسين" وإكمال نصف دينه، كما أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالإسهام في تذليل العقبات الماثلة امامه في سبيل تحقيق ذلك المطلب الشريف، بما يضمن وقايته من الوقوع في مصيدة الفواحش والمنكرات التي يروج لها دعاة الفجور والرذيلة مستغلين وسائل التقنية الحديثة. مساعدة الشباب في تحقيق مطلب الزواج ضرورة قصوى نحو اعفافه عن الحرام وحمايته من الانحراف، ومن خلال النكاح المباح تتشكل الأسرة الطيبة القائمة على منهاج الكتاب والسنة المطهرة، ولا شك ان تزويج الشاب التقي الخلوق فضيلة ومطلب مهم لصون الأعراض وتكوين المجتمع الصحي الآمن، قال صلى الله عليه وسلم يوصي أمته "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" . وفي الحديث الشريف تأكيد على تيسير تكاليف الزواج والحذر من مساوئ المغالاة في المهور، كما ورد في هذا النص "خير النكاح أيسره"، وقوله عليه السلام "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة" وإن تيسير المهور يحقق مقصدا عظيما لأمة الاسلام التي أرشدها نبيها المختار الى إكثار النسل. ومما شهد به الفاروق عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد في صداق زوجاته او بناته عن اثنتي عشرة أوقية وتعادل أربعمائة وثمانين درهما، أي خمسة وثلاثين ريالا من الفضة تقريبا. وهل هناك افضل وأطهر من زوجاته أمهات المؤمنين وبناته عليه الصلاة والسلام. وهن القدوة في هذا الأمر. وأين هذا النهج القويم من أولئك الذين حولوا الخطوبة وما يليها إلى مسلسل أعراس باهظة التكاليف تقصم ظهر العريس، ناهيكم عما يشيع خلالها من منكرات تجلب غضب الرحمن.    العزوبية والعنوسة التي انتشرت بمعدلات خطيرة بين الشباب سبب في شيوع الجريمة، ومن أنجح وسائل مكافحة الجريمة تيسير الزواج، والشباب هم وقود المجتمع الفعال إذا أحسنا رعايته وحصناه بالزواج الشرعي، وإذا تخلينا عن واجبنا نحوه يتحول الى قنابل مدمرة والعياذ بالله . وهنا ينبغي التشجيع على الزواج، والتحذير من مخاطر تأخيره بحجة الدراسة الجامعية، أو الوظائف خارج المنزل. وخاطئ من يظن أن الفتيات في مأمن من عوامل الانحراف جراء العقبات التي يفتعلها الأهل في وجه العريس المتقدم لخطبة الفتاة، بل ان الفتيات أكثر عرضة للوقوع في الفواحش لسهولة استدراجهن  نحو مواطن الانحلال والرذيلة عياذا بالله، مع انشغال أولياء الأمور عنهن، وانتشار الهواتف اليدوية. وإن إعفاف الشباب بالحلال اعظم عبادة تؤديها الفتاة لربها. إننا ندعو وبصفة عاجلة الجهات المسؤولة بالدولة الى إنشاء صندوق الزواج، واطلاق حملة وطنية لتيسير المهور، مع تقديرنا ودعمنا لجهود الجمعيات الخيرية في هذا الشأن. حفظ الله بلادنا وشبابنا، وجنبهم مخاطر الفساد والانحراف.