14 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب مفتوح إلى الملوك والأمراء والرؤساء العرب

26 مارس 2013

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية السلام عليكم أيها القادة العرب الأعزاء،  هذه رسالة من مواطن عربي جاوز الستين عاما ونيفا، منشغلا بهمّ أمتنا العربية واستقرارها منذ نعومة أظفاري، عايشتها من أول معركة وقعت بين مصر ودول العدوان الثلاثي عام 1956 وما لحقها من معارك عاصرت الانقلابات والثورات العربية كلها منذ النصف الثاني من القرن الماضي، كل تلك الثورات والانقلابات كانت تعلن أهدافها في البيان الأول لكل انقلاب أو ثورة مؤداها، تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، إقامة الوحدة العربية وبناء القوة المسلحة لمواجهة العدو الإسرائيلي والاستعمار البريطاني والفرنسي الذي كان يخيم على معظم الوطن العربي، كانت تلك القوى تنادي بأن بترول العرب للعرب وكانت البيانات الثورية والانقلابية تنادي بالوحدة الاقتصادية على الأقل. أصارحكم القول قادتنا الميامين: بأن تلك الحقبة شهدت انتصارات عظيمة، منها دحر العدوان الثلاثي وانحسار الاستعمار البريطاني من جنوب جزيرة العرب والخليج العربي، وانسحاب الجيش البريطاني من قناة السويس وتحرير الجزائر واستقلال تونس والمغرب وليبيا، ولا شك بأنها حققت إخفاقات، كان أهمها فشل الوحدة الاندماجية بين مصر العزيزة وسوريا الحبيبة ونكسة / هزيمة 1967.  أردت من هذه المقدمة أن أقول: حالنا اليوم لم يكن أحسن حال من النصف الثاني من القرن الماضي. العراق دولة عربية من المؤسسين للجامعة العربي وقع عام 2003 في براثن الاستعمار الأمريكي ـ الإيراني وخرج من دائرة القوة العربية التي كان يشار إليها بالبنان، ويحكمها اليوم دكتاتور صغير صدّق أنه زعيم العراق وهو نتاج الاحتلال المزدوج، وهذه سورية الحبيبة تعيش في بحر من دماء أبنائها يسفكه حاكم طغى وتجبر، حاكم دمر سورية وإنجازات شعبها العربي الحر وشرد أبناءها إلى الدول المجاورة، يعيشون بؤس الحياة وندرة الزاد والكساء، تتاجر بهم دول المنافي أمام الدول من أجل جمع المال بحجة الإنفاق على هؤلاء اللاجئين. وهذه مصر العزيز اختلط فيها الحق بالباطل وتعطلت عجلة الإنتاج وانتشرت بين أهلها الجريمة وتخاصم مثقفوها، لأن كلا منهم يريد تحقيق مآربه الذاتية، أما الشعب فذلك أمر آخر.  يا قادتنا الميامين المجتمعين في الدوحة اليوم: حال تونس واليمن والسودان والصومال وليبيا ولبنان ليس أقل سوءا من الدول التي أتيت على ذكرها أعلاه وحال فلسطين أشد وطأة تحت إدارة تسمى أحيانا السلطة الفلسطينية وأحيانا أخرى تسمى الدولة الفلسطينية.  ماذا يريد المواطن العربي من قادتنا المجتمعين في قمتهم الميمونة في الدوحة؟ في الملف الفلسطيني: يتمنى الكثير من أمتكم أن تحوّل كل المساعدات المالية والعينية إلى حكومة غزة المنتخبة من كل الفلسطينيين في الضفة والقطاع عام 2006 بدلا من حكومة رام الله المعينة دون شرعية شعبية، لأن قادة الأولى ــ حماس ــ صدقوا في كل تعهداتهم، قادتها عُرفت عنهم نظافة اليد وعفة اللسان وصدق العمل وبرغم الحصار الظالم المفروض عليهم فإنهم أنجزوا في كل معاركهم الحربية ضد الجيش الإسرائيلي وفي فترة زمنية قصيرة جدا، أي منذ عام 2006 وحتى اليوم، الكل يشهد بأن حكومة غزة حققت الأمن للمواطن الفلسطيني وبنت مؤسسات طبية متقدمة رغم الحصار ومؤسسات تعليمية وغير ذلك.  أما حكومة رام الله فإنها لم تحقق أي إنجاز للفلسطينيين في الضفة، وأن 60 % من المساعدات للسلطة تذهب إلى قوى الأمن الذي لم يقدم أي حماية للفلسطينيين في الضفة الغربية. إن الضفة مجال مفتوح للجيش الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية، يدخل إلى المدن والقرى ويعتقل من يشاء تحت سمع وبصر قوى أمن السلطة، حتى الفلاحين لم يتلقوا حماية من أمن السلطة وهم في موسم حصاد الزيتون، رأينا قطعان المستوطنات يهاجمون الفلاحين في موسم الحصاد ويجتثون أشجار الزيتون أمام أعين أجهزة أمن السلطة. إننا نناشدكم بتحويل مستحقات السلطة المالية عليكم إلى سلطة غزة ورفع الحصار. وفي الشأن العراقي انصروا انتفاضة الشعب العراقي ضد حكومة المالكي التي فقدت شرعيتها خاصة بعد أن انكشف حالها بتقديم العون المالي والعسكري لنظام بشار الأسد ضد الشعب السوري. أما اليمن فإنه أمانتكم ياقاتنا الميامين، لأن اليمن على مدار أربعين عاما لم يتمكن من بناء الدولة الحديثة، لأن قيادته (عبد الله صالح) وجدت في عدم بناء الدولة مصلحة ذاتية. انصروا اليمن في تحقيق وحدته المبنية على العدل والمساواة ورد المظالم وتحقيق المشاركة في صناعة مستقبل هذا الشعب العربي الأبي. الشعب السوري تنكر له المجتمع الدولي رغم كل مشاهد جبروت النظام الحاكم في دمشق واستخدامه جميع أنواع الأسلحة ضد الشعب المطالب بالحرية والكرامة والمشاركة.  إنكم يا معشر القادة العرب تستطيعون فرض حذر جوي شمال سورية وجنوبها ودون تدخل أجنبي من أجل منع الطيران الحربي من استهداف المدنيين، فهل تفعلون؟ وأخيرا، إن أردتم إصلاح جامعة الدول العربية فأصلحوا إرادتكم السياسية للإصلاح وإلا فإنكم تدورون في حلقة مفرغة. آخر القول: وحدوا مواقفكم يا قادتنا من أجل حماية أمتنا العربية من الانهيار، لا تتباغضوا فتفشلوا ويذهب ريحكم، وفقكم الله لخدمة هذه الأمة التي تستحق كل خير.