14 سبتمبر 2025

تسجيل

لهم وليس لنا

26 فبراير 2023

عام على الحرب الروسية الأوكرانية، ومنذ أن وجه بوتين بوصلة غضبه نحو زيلنسكي الذي يقاوم للأمانة حتى الآن بين كر وفر من أمام الدب الروسي ولكن - ويبدو أن الجميع بات يعرف قيمة لكن الاستدراكية في مقالاتي – ماذا عن سنوات قضايانا العربية التي لا تزال تطوي عاما وتستقبل آخر ولا يوجد من يحصي هذه الأعوام المنصرمة من روزنامة الأزمات التي تعيشها، فإن كان قد مرت سنة من حرب روسيا على أوكرانيا فإن 72 سنة قد مرت على احتلال إسرائيل لبلادنا العربية، فلسطين القضية الأولى للعرب والمسلمين و13 سنة على أزمة سوريا والحرب المشتعلة داخلها و11 عاماً على قضية اليمن التي تراوح مكانها بعد فشل فوضى عام 2011 و10 سنوات على الحرب في ليبيا وسنوات طويلة على قضايا وظروف السودان ولبنان والعراق والصومال والصحراء الغربية وغيرها من قضايانا المعلقة التي لا تزال تنتظر من يعدد سنوات عمرها. ودائما كان رأيي أنه لو خصصت القنوات العربية الإخبارية والإعلام العربي بالعموم جزءاً من نشراتها اليومية لعرض مثل هذه القضايا العربية يوميا كما تحرص على عرض جوانب الحرب الروسية الأوكرانية لكانت لربما حظيت باهتمام إعلامي وعربي من قبل الحكومات التي لا تزال عاجزة حتى هذه اللحظة عن حل هذه الأزمات الممتدة والتي كلما زادت عاما ابتعدت عن أي حل ممكن مسافة عشرات السنين ولذا لا تخبرونا عن (طفولة) الحرب الروسية على أوكرانيا إن كان مثلنا يرى قضايانا العربية قد شابت وهرمت وخصوصا حينما أرى الألم متمثلا على ملامح (غوتيريش) الأمين العام للأمم المتحدة وهو يصف صعوبة الحرب في أوكرانيا ولا أجده يرى الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين اعتداء سافرا على شعب أعزل يملك حق المقاومة، ومع هذا يصف هذا (عنفا) أو حينما يرى التهجير الذي سببته حرب روسيا على الأوكرانيين ظلما بينما مئات الآلاف من أماكن إيواء ملايين اللاجئين للفلسطينيين والسوريين تنتشر بعشوائية على الحدود العربية العربية أو السورية التركية لا محل لها من إعراب الأمم المتحدة التي تركت مهمة مساعدة هؤلاء لليونيسيف والمنظمات الإنسانية الدولية وغير الدولية وكأن الظلم هناك والعدل هنا والحرب هناك والعنف هنا واللاإنسانية هناك والإنسانية الصعبة هنا فكيف لي أن أتعاطف مع من هناك وهنا يتشتت التعاطف ما بين سوريا وفلسطين واليمن وليبيا والصومال والعراق ولبنان و.. و..؟!. الحرب واحدة في شكلها الظالم المبتعد كل البعد عن أي إنسانية عادلة ومن يتشتت هناك في أوكرانيا ليس كمن يتشتت من دولنا العربية المنكوبة، فدول أوروبا قد فتحت حدودها ومنازلها ومنظماتها ومدارسها ومستشفياتها لهؤلاء الذي أُجبروا على الهرب من بلادهم واستقبلتهم خير استقبال بينما كيف هو مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا تحت مقصلة اللاعودة التي تصر إسرائيل على نصبها أمامهم بكل جبروت لم يلق من يكسره؟! كيف هو مصير اللاجئين السوريين الذين لا يختلف حالهم عن حال أشقائهم الفلسطينيين؟! فأنا أتكلم من أرض واقع لا من لوحة بإطار مذهب مرسومة بإتقان وتخفي كل العيوب الظاهرة بها فإن كان التعاطف 50% لـ (هناك) فإن التعاطف 100% لـ (هنا) أفليس الأقربون أولى بكل شيء مهما كان شكله ونوعه وأفضليته؟. وإن كنا جميعا نتفق على نبذ الحروب وكرهها وتشتيت الشعوب وإجبارهم قسرا على ترك بيوتهم وأحيائهم وأوطانهم بداعي الحرب ولكننا نطلب العدالة من هذا العالم فإن بنا جروحاً عربية لم تلتئم بعد بل زادت وتعمقت بفضل التهميش الذي تلقاه وبفضل من يحصي سنواتهم ولا يشعر بعدد السنوات لنا للأسف!.