09 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تثق كثيراً في قصص الناس

26 فبراير 2020

من أكثر الأيام الصادمة والمفجعة لسكان الولايات المتحدة -وربما العالم- هو يوم ١١ سبتمبر من عام ٢٠٠١، ولا يكاد يكون هناك أحد من سكان نيويورك أو المدن المجاورة إلا وله قصة يرويها عما واجهه في ذلك اليوم، والكثير منهم قد يكونون فجعوا بأقارب أو معارف في الحادث المؤسف. بعد أسبوع من تلك الأحداث الفظيعة، خرج مجموعة من الباحثين من جامعة نيويورك وقاموا بطرح بعض الأسئلة عن الحادث لثلاثة آلاف شخص، وسجلوا إجاباتهم، حيث قام هؤلاء بوصف الحادث الشنيع وكيفية تلقيهم للخبر وتفاعلهم معه، وغيره من التفاصيل، وبعضهم قد يكون له علاقة بإحدى ضحايا الحادث. وبعد سنة واحدة فقط، قام الباحثون بتكرار نفس الأسئلة مع نفس الأشخاص، وبعد مقارنة إجابات الاستبيانين الأول والثاني كانت المفاجأة، فقد كانت نسبة دقة تطابق الإجابات ٦٣٪، فهناك تفاصيل جديدة ذكرت، واختفت تفاصيل أخرى، بل إن بعض الإجابات كانت متناقضة، بالرغم من أنهم كانوا يجيبون عن الأسئلة بنفس الحماس السابق!. وتمت إعادة الاستبيان بعد ثلاث سنوات من الحادثة مع نفس الأشخاص أيضا، فانخفضت نسبة الدقة إلى ٥٧٪ ! وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى فيها بحث لقياس مستوى الذاكرة للحوادث الجسيمة، فقد تم إجراء أبحاث مشابهة عند انفجار المكوك الفضائي تشالنجر ١٩٨٦، وزلزال سان فرانسيسكو ١٩٨٩. خلصت هذه الدراسات إلى أن الذاكرة المرتبطة بالأحداث الجسيمة (تسمى علمياً الذاكرة الوميضية Flashbulb Memory وهي المتعلقة بالأحداث الاستثنائية الكبيرة) لا تفرق كثيراً عن ذاكرة الروتين اليومي العادي، فقد تتذكر الأحداث الرئيسية فقط، ولكنك ستنسى التفاصيل مع مرور الوقت. وهذا ما يفسر الروايات المتناقضة التي تسمعها من بعض من عاصروا الحوادث التاريخية، كالحروب وغيرها، وحتى وإن كانوا جزءاً منها. Twitter: khalid606