14 سبتمبر 2025

تسجيل

صوامع عملاقة في ميناء حمد

26 فبراير 2016

طالعتنا الصحافة المحلية الصادرة يوم الأمس الخميس بخبر نشر على الصفحات الأولى يحمل عنوان هذه الزاوية، الهدف من تلك الصوامع كما قال الخبر تخزين المواد الأساسية لتكفي الدولة مدة ثلاث سنوات على التوالي، وذلك لرفع الطاقة الاستيعابية التخزينية للمواد الأساسية في الدولة من أجل تعزيز برنامج الأمن الغذائي الاستراتيجي لها، بدلا من المدة الحالية وهي لا تزيد عن ستة أشهر.(2) المشروع مهم جدا ويجب الإسراع في تنفيذه دون تردد، لكن أعتقد أن اختيار المكان لإقامة المشروع لم يحالفه التوفيق لأسباب أمنية وإستراتيجية، فشواطئ البحار ليست المكان الأمن لإقامة مخازن سلع إستراتيجية كالغذاء. يجب أن تكون في أماكن محصنة تحصينا جيدا، وإذا كانت دولة قطر من الدول الساحلية المنبسطة والتي لا يوجد بها جبال مرتفعة يمكن بناء مخازن محصنة في جوفها لحماية السلع الإستراتيجية مثل الغذاء، فعلينا اللجوء إلى باطن الأرض كالنمل الأبيض، وليس إلى السطح، ودفنها وتحصينها وتمويهها عن الأعين الاستطلاعية التخريبية قدر الإمكان، سواء في زمن الحروب أو النزاعات المسلحة. صحيح أن مطاحن الدقيق مقامة على شاطئ البحر وهذا في تقديري أيضاً من الناحية الأمنية ليس مناسبا، ولكن لأسباب يجهلها الكاتب تم اختيار المطاحن على شاطئ البحر. في الدول المصدرة للمواد الغذائية بحرا تبني صوامع التخزين على شواطئ البحار وليس بعيدا عن المواني البحرية ليسهل النقل والشحن لأغراض التصدير. (3) لقد أحسنت الدولة صنعا عندما فكرت في زيادة مخزون مياه الشرب، وأحسنت في اختيار الأماكن المخصصة لبناء خزانات المياه الإستراتيجية، ولو كنت مسؤولا لأمرت بتعميق خزانات مياه الشرب الاستراتيجي وجعلتها أيضاً في باطن الأرض محصنة من الذخيرة الخارقة الحارقة أو محاولات التخريب أيا كان نوعه. إن منطقة الخليج العربي مستهدفة من قوى متعددة، خاصة في ظروفنا الراهنة، وعلى ذلك الماء والغذاء من أهم العوامل للحياة ويعين الدولة والشعب للصمود في حال الأزمات.في الحروب والنزاعات أول المواقع المستهدفة هي الماء والغذاء ومن ثم الطاقة بأنواعها المختلفة، قد يقول قائل: إن منشآتنا النفطية والغاز تقع على الساحل البحري وكذلك محطات تحلية المياه، ولا بديل إلا أن تكون كما هي اليوم، وهذا الكلام صحيح، لكن لو تعرضت محطات تحلية مياه البحر لتكون صالحة للشرب والاستعمال الآدمي بسوء لا سمح الله فإن المخزون الاستراتيجي للمياه سيكون بعيدا عن محطات التحلية وبذلك لن يتأثر الإنسان القطري في الأجل القصير. آخر القول: المنطقة برمتها مقدمة على متغيرات لا يعلم مخاطرها إلا الله، ولكن علينا أن نعد أنفسنا ومجتمعنا أحسن إعداد كي لا نفاجأ بمتغيرات ليست في صالحنا ونكون بعد ذلك من النادمين.