14 سبتمبر 2025
تسجيلتعيش الدول والمجتمعات العربية والإسلامية حالة الخيار المصيري، نكون أو لا نكون، لم تعد لغة شعر شكسبيرية بل واقع حال عربي وإسلامي.الأمر هكذا في العراق، وسوريا واليمن وليبيا على الأقل، فإذا استمر الحال الراهن، وإذا لم يدرك الجميع أن الجاري هو معركة بقاء لا يستثنى منها أحد، فالأمة ذاهبة إلى ما هو أسوأ مما جرى لها منذ بداية حقبة الاستعمار الأوروبي وحتى الحرب العالمية الأولى، التي كانت آخر تجلياتها احتلال إيران للأحواز العربية، وإنهاء دولة الخلافة.لم تعد الأمة تصارع على مقعد لها في العالم الجديد الذي يتشكل الآن أو في العالم الذي يعاد تشكيله من خلال الأحداث والصراعات والأحداث الجارية في الدول العربية والإسلامية التي تشهد حروبا.بلاد المنطقة صارت هي ذاتها هي موضع وموضوع الصراع بين أطراف إقليمية ودولية استعمارية تتحدد معالم قوتها المستقبلية بقدر نجاحها في تفكيك مجتمعاتنا ودولنا وتحديد نظم الحكم وتعيين القوى المسيطرة على السلطة والثروة في بلادنا، لتكون مقدرات دولنا في خدمة مصالح هذا المستعمر أو ذاك. باتت الأمة تصارع من أجل البقاء، فيما هي تملك كل مقومات الصراع على احتلال مقعد متميز بين الأمم.ما جرى ويجري في العراق، هو عنوان شامل لحالة الصراع من أجل البقاء. كل شبر في العراق بات يصارع على البقاء، الفارسية تصارع العربية في مناطق الجنوب على الأقل. والأرض يجري تغيير سكانها ومعالم حضارتها من الجنوب إلى الوسط وبينهما العاصمة بغداد. والدولة والمجتمع بكل أطيافه من الجنوب إلى الوسط إلى الشمال، في صراع البقاء موحدا أو قائما، بعد بناء سور حول بغداد وخندق حول منطقة كردستان العراق. الفلوجة عنوان للوضع العربي والإسلامي في صمته وضعفه وما يتعرض له من هجمة، وديالى عنوان لتغيير السكان عبر التهجير والقتل والمذابح.وما جرى ويجري في سوريا، عنوان شامل لحالة توازنات القوة بين المواجهين على الصعيدين الرسمي والشعبي من جهة، والغزاة والمستعمرين من جهة أخرى، ولتوافق القوى الكبرى على إبقاء المذبحة جارية حتى آخر قطرة دم. صار لدينا أضعاف أضعاف من جرائم إبادة الأسد الأب، فالابن جلب كل ذئاب الأرض لنهش الجسد السوري. حلب عنوان والحدود السورية التركية عنوان. والزبداني ومضايا عناوين أخرى، كما كوباني كانت بداية مشوار الاندفاع الكردي باتجاه تفكيك سوريا وتركيا معا تحت الرعاية الروسية والأمريكية!وإذ جرت عملية إنقاذ عاجلة من دول الخليج العربي – التي صارت عنوانا للإدراك والمواجهة- لليمن، فتبدو ليبيا في وضعية الذاهب إلى الجحيمين السوري والعراقي، ويعلم الله من التالي بعدها، إذ المؤشرات متكاثرة بأن المستعمرين لا يتوقف طموحهم العدواني والإجرامي عند حد. وفي ذلك يبدو ما يجري ضد تركيا عنوانا كبيرا عريضا، لطرح سؤال الكينونة والبقاء. تركيا عضو حلف الأطلنطي والدولة الكبرى المتقدمة والديمقراطية بل والعلمانية، لم يشفع لها كل ذلك، وصارت تواجه أشد حالات الحصار والضغط الاستعماري الروسي والأمريكي، كما أن كلا من روسيا والولايات المتحدة – قائدة الأطلنطي- في موضع رعاية الإرهابيين الذين يفجرون ويقتلون ويسعون لتفكيك الولاءات داخل المجتمع التركي، وصولا إلى حالة التقسيم على ما يبدو.هي معركة بقاء، وسؤالها الجوهري نكون أو لا نكون، وفي مثل تلك الحالات المصيرية يبدو افتقاد أي قوة في المواجه ترف. لا بديل عن "توحيد القرارين الرسمي والشعبي، عند كل المدافعين عن البقاء والساعين للتحرر.فكرة وحالة النموذج اليمنى..هي الحل.